استشار به الأمراء ممن كان معه فلم يوافقوا على إرسال جند ينقذونهم وظنوا أن ذلك مكر وحيلة من بعض الأمراء ، وهذا ما سهّل التضييق على البصرة وجعلها مهددة من (آل أفراسياب) كما أن حسين باشا اتخذ الوسائل وصار يسعى في افساد الجند ببذل المال لهم وبعث الوزير إلى الشيوخ أن سلّموا البلد إلى السولاخ (الصولاق) وهو من تجار البلد فلم يتمرن على الحكم ، ولا مارس الحرب وأيضا أرسل الوزير أمرا إليهم طلب فيه منهم أن ينصره فسلموا إليه بعد ذلك البلد مترقبين أن يجيء المدد ليزول عنهم الوجل والخوف ، إلّا أن حسين باشا سابقهم في ارسال موسى وسلمان ليحكما البلاد استفادة من استقرار الحرب وركودها. كتب مع اولئك كتابا يخاطب به الشيوخ مهددا لهم بالتهديد المر وقال : «هذا نجل خالي واصل إليكم وهو الرئيس عليكم». وقد أقاموا عند رأس الشط وبعثوا بالكتاب فامتنع الشيوخ من تمكينه فرجع من حيث أتى.
ولما طال بهم الأمر وانقطع الرجاء بادر آل أفراسياب بالمراسلة فتمكنوا من استهواء جماعة بينهم (ابن بداغ) وهو ابن بداق. انفصل عن جماعته أهل البصرة وجمّع الناس بناء على مخابرة جرت بينه وبين آل أفراسياب ووعد أن سيأتيه (بصري الديري) بعسكره لنصرته وأن يمسك الشيوخ ويضبط البلاد. وعند ذلك قام (بصري) بالأمر وجمع أهل الصيمر (١) ولفيفا من العسكر وبهؤلاء مشى إلى باب الشمال وكان فيها الشيخ عبد الله بن حبيب فاقتتلا هناك واستولت البغاة على مواطن أعدائهم ، ثم مشى إلى (المشراق) (٢) وعند ذلك جاءهم الروم من المقام فقتلوا بعضا وفر الآخرون فرأوا رأس (ابن بداغ) قرب بستان القصب
__________________
(١) محلة في البصرة.
(٢) محلة في البصرة.