الجواب أنه لا يرى أن يبقوا في البصرة ، طلب أن يخرجوا منها ، ويذهبوا إلى بغداد ، وهكذا جاءتهم رسالة من البغاة تنذرهم بالتهديد.
أسعر نار الحرب وبان ما أضمره في جانبي (شط العرب) ينهب الغادي والرائح. وبعد الشورى مع الشيوخ والأعيان استقر الرأي على وجوب قتاله لا سيما أنه كان قد عاث ببعض السفن الذاهبة إلى القرنة ... ولم يقف عند هذا بل أرسل كتخداه قادر آغا إليها ومعه جماعة بينهم الشيخ يوسف وجملة من أقربائه ... فجرت بين الجيوش وبين هؤلاء معركة شديدة قتل فيها الكتخدا ففر من فر وقتل من قتل ...
ولما سمع يحيى باشا بذلك سار بمن معه إلى البصرة فحاصرها. أثار فيها الفتنة. ولما كانت غير محصنة هاجمها العربان من كل صوب. دخلوا وسلّوا سيوفهم على العساكر فاستأصلوهم.
وعلى هذا فرّ الجيش والدفتري وآغا الجيش الأهلي ، الرئيس الأول وتركوا ما يملكون من مال. عادوا إلى بغداد. وحينئذ اتهمهم الوزير وسجنهم ، لما ارتكبوا من جرائم وسببوا مثل هذا الحادث.
وتفصيل الخبر أن أهل البصرة مال فريق منهم إلى يحيى باشا فاستبان الحالة واستوثق ممن كان معه فشوشوا الأمر في المدينة وأشعلوا نيران الفتن فنهض العسكر لمحاربة جيش يحيى باشا. استمرت الحرب إلى قبيل الظهر ، أبلى فيها الجيش بلاء حسنا إلا أنهم خافوا أن يبقوا في المدينة فنهجوا طريق البر فعقب جيش يحيى باشا أثرهم فلم يفوزوا منهم بطائل فرجعوا. خرج الجيش العثماني بلا زاد فأصابه الجوع والألم إلا أنه قيض الله له بعض العربان فأنقذوه من الهلاك وجاؤوا به إلى العرجاء. وحينئذ زال الخوف وذهب الرعب.
أما القرنة فإن يحيى باشا أرسل إليها عسكرا فأخبروهم بما حلّ بالبصرة وطلبوا أن يسلموا إليهم البلد وإلا أصابهم ما أصاب اولئك فلم