تيّار المياه بل عجّل في انهائها. كما أن المبالغ المرصدة لهذا الغرض لم تكف. ولذا أتمها الفقراء بطريق (السخرة) والتضييق عليهم بل لم تدفع لكثير من أهل الحقوق حقوقهم. ولما طغى الماء جرفها وذهب بالاتعاب لعدم اتقان العمل ومن جراء التضييق على الناس. فنال الأهلين ما نالهم من الغرق (١) ...
مدة حكم الوزير :
دامت من ٢١ جمادى الأولى سنة ١٠٨٥ ه إلى ٢٦ صفر سنة ١٠٨٧ ه.
وجاء في تاريخ السلحدار أنه ألباني. دخل في زمرة الينگچرية حتى صار آغا. ثم ولي بغداد. ومناصب عديدة. واستشهد في حرب (بدون) في سنة ١٠٩٧ ه. مدح شجاعته وقال بلغ من العمر ٨٠ سنة (٢).
الوزير قبلان مصطفى باشا :
له صولة غضنفر ، شجيع ، باسل ، ولذلك يعرف بقبلان مصطفى باشا أي النمر. ولي بغداد فبسط الأمن وقضى على أهل الشر والشقاء ... وبينا هو مشغول في ذلك إذ حدث أن رئيس العسس بمقتضى السياسة كان باشر صلب أحد السرّاق المتهمين ممن ليس لهم مكانة معروفة في رأس الجسر. وحينئذ حدث نزاع بين أحد الينگچرية وأحد السكبانية فمال جماعة إلى كل من المتخاصمين واشتدت المعركة.
ولما سمع الوزير توجه نحو محل المعركة فولّد نبأ مجيئه هيبة فسكن الأمر قبل وصوله. وحينئذ عاد لمحله وفي أثناء عودته تجمّع قسم
__________________
(١) كلشن خلفا ص ١٠٣ ـ ١.
(٢) تاريخ السلحدار ج ٢ ص ٢٥٩.