من الينگچرية بسبب سوء تدبير آغواتهم. وعجلوا بالذهاب إلى باب الباشا وباب الكتخدا. هاجموهما وقتلوا بعض الأبرياء. هذا ما دعا إلى تشوش الوالي. ولذا جمع من ساعته أتباعه ولواحقه ومنع من ورود أي أحد من هؤلاء العتاة فأظهر قوّته وأبدى شجاعته فقطع دابر الكيد. ولما وافى الليل ترك هؤلاء الخصومة وذهب كل إلى محلّه. ولكن آغا الينگچرية حاذر أن يتهم بسوء التدبير فاتهم رئيس العسس والصوباشي. ذلك ما أدى إلى اعدام هذين البريئين.
وأعمال هؤلاء لم تقف عند هذا الحد في بغداد وإنما تفاقم شرهم وإن صاحب گلشن خلفا كان معاصرا لهذه الحوادث وأشخاصها ولذا نراه لا يلوم نفس الينگچرية بصورة عامة ، بل كان يندد بأناس معينين حذر الوقيعة به (١).
امارة الحج :
كانت القافلة التي تذهب إلى حج بيت الله الحرام يتولى شؤونها أمير يسمى (أمير الحاج). وهؤلاء كان كل منهم يتخذ الوسائل لنهب الأموال والاستفادة من هذه الطريقة. فيضرون بالناس. ومن آخرهم منيهاج أمير الحاج. فأقصى الوزير هذا الأمير ووجه الإمارة إلى أحد آغواته المسمّى (بكتاش). وهذا جاهل ، قليل الفهم. ومن سوء تدبيره وتقصيره لم يستطع الحجاج أن يحجّوا ولم يتيسر لهم الوقفة بعرفة بل عادوا وكانوا حينما ذهبوا من المدينة لمسافة ثلاث مراحل أو أربع هاجمهم العربان فسلبوا الكل من رجال ونساء بحيث صاروا عراة. ولما لم يقدر الكثيرون منهم على المشي وليس لديهم ما يقتاتون به ولا ماء يشربونه هلكوا ولم ينج إلا قسم منهم (٢). استكثروا هذه الإمارة وأرادوا
__________________
(١) كلشن خلفا ص ١٠٣ ـ ١.
(٢) كلشن خلفا ص ١٠٣ ـ ١.