هذا ، والكثرة في المصادر لا تفيدنا إلا بما احتوت عليه من وقائع أو تفصيلات أو مادة بحث. ولا شك أننا في نهم شديد للحصول على الجديد والاستزادة فيما يكشف عن القطر لينجلي مبهمه. نعلل بأن ما عرفنا كبير الفائدة. وربما يتم به الغرض ، أو أن ذلك مما يصحّ أن يزاد فيه ، ويكمل النقص المشهود ولكننا نريد أن نتوضح الوقائع. فلا نكتفي بمصدر أو وثيقة ... وهكذا المعارف التاريخية الأخرى. وموعدنا الاتصال بالوقائع ونصوصها. وتظهر قيمة الأثر بمقدار ما تتيسر الاستفادة منه. وجل أملنا أن يكون هذا المجلد عند رغبة الأفاضل ورضاهم مفيدا نافعا. ويعوزني ارشادهم في التوجيه أو التنبيه إلى الاغلاط ، أو الاشارة إلى المراجع المهمة التي أغفلتها لتثبيت الوقائع أو تحرير ما يستدعي التفصيل.
هذا ، وليس في المستطاع أن نبدي أكثر مما عندنا. أما الوثائق القليلة ، أو التي لا تتناول فصولا كثيرة فهذه لا نتعرض لها هنا. وإنما نعين وجوه الاستقاء منها في محلها.
نظرة عامة
في هذا العهد كانت الحكومة العراقية آمنة من الغوائل في الخارج. ركدت حوادث ايران ، أو أصابها فتور في كثير من الأحيان ، فوجهت جهودها للتسلط على العشائر. فقد كانت إلى هذا الحين بنجوة من الغوائل لانشغال بال الحكومة بنفسها ، وفي هذه المرة قست فكأنها شعرت بقوة ، ومن ثم أضرت بالعشائر ونكلت بها تنكيلا مرا ، ذلك ما دعا أن تميل الضعيفة منها إلى القوية لتعتز بها. أو لتكون بمعزل عن الاذى والضرر ...
والولاة كانوا بعيدين عن الأهلين لا يعرفون من أحوال الشعب ، ولا من انحائه سوى الاسم وقد يكون مغلوطا ... رغبتهم لم تتحقق إلا