الجيش الأهلي وينگچرية الباب العالي خيامهم في صحراء الباب الشرقي. وفي ٧ منه نهض السردار الأكرم والي بغداد وسائر الوزراء والأمراء. تجمعوا في ذلك المحل (١).
وكان السردار قد صنع في بغداد جملة من السفن من نوع (فرقته) تربو على الأربعين ونحو ٣٠٠ سفينة عادية مكشوفة. وضعت فيها المهمات والأرزاق (٢).
والملحوظ أن الينگچرية كانوا خرجوا مع من خرج للتأهب إلى الحرب ولكنهم بلا موجب طلبوا الأرزاق والعلوفة بلا سبب فتجاوزوا الحد ، فأغلقت بغداد ثلاثة أيام من جراء ما أثاروا من فتنة ، وأطلقوا نيران المدافع على سراي الوالي فأهلكوا الكثيرين وسلبوا الأمن وشوشوا الحالة. وبتوسط المصلحين أرضوهم بحسن تدبير. وهكذا طلب لوندات السردار أرزاقهم وعلوفاتهم فحاول الوزير ارضاءهم وتطبيب خواطرهم فلم يصغوا فاضطر على حربهم فبعث عليهم لوندات المشاة فحاربوهم وفرقوهم بتدمير.
هذه أوضاع الجيش ومنها يدرك ما آلت إليه الحالة من سوء.
تفصيل حادث البصرة :
إن الشيخ مانعا كان استولى على البصرة وإن أمير الحويزة أخرجه وانتزع منه المدينة. أعلم بذلك الشاه وعرض ما وقع ثم إن الشاه فكر في الأمر كثيرا وبعد تلوم ثلاثة أشهر أو أربعة وتأمل في القضية قطع بأن لا طريق سوى مراعاة الصلح القديم فأكد بكتاب منه روابط الاخلاص وقدم مفاتيح المدينة مصنوعة من الذهب من العيار الكامل مع أحد الأمراء المعتبرين وهو (أبو المعصوم خان) فعرضها على السلطان. جاء
__________________
(١) تاريخ راشد ج ٢ ص ٥١١.
(٢) كلشن خلفا ص ١١٨ ـ ١.