كثيرة أمر السلطان بإنشاء مقدار مائة وعشرين سفينة بين كبيرة وصغيرة في ميناء (پيره جك) وسير نحو ٤٢٠٠ من اللوندات وجهّزهم بنحو ٤٢٠ مدفعا من نوع (قوغوش) وب (٣٠٠) مدفع من نوع (يان صاچمه) وأربع قطع من مدافع هاون المسماة (خميره) فجدّدها وعيّنها وهناك مدافع أخرى منها ١٥ من نوع (باليمز) وأكثر من ٣٠ من نوع (شاهيّة). وأعد كل ما يقتضي من آلات وأدوات وهيأ اللوازم من صغيرة وكبيرة. حملها السفن واستخدم لها محمد باشا وكان ربانيا ماهرا وسيّر معه أرزاقا وافية فتوجه من طريق الفرات. وزود بالأوامر لمن يهمه (١).
صناديق اضرحة :
وفي هذه الأيام ورد كتاب من والي كرمنشاه (قرميسين) إلى الوزير مع قاصد منه يفيد أن حضرة الشاه بإذن من السلطان صنع صندوقين لضريحي الإمام علي الهادي والإمام حسن العسكري. وأن الجبه دار محمود آغا قد عيّن لإيصالهما ... وبعد مدة جاء كتاب آخر يتضمن أنه توجّه حاملا الفرمان والكتاب المرسل إلى الوزير ومعه آغا لتأمين راحته فوضع الصندوقين مع بابين نفيسين في محلّهما من الاضرحة (٢).
توارد الجيوش ـ الأمر بالسفر :
تواردت الجنود. فضربت خيامها في صحراء بغداد. وكان الجيش والأمراء مهيّأون للحرب. وبينا هم كذلك إذ ورد نديم السلطان (بلال آغا) حاملا الخط الهمايوني يؤكد فيه مهام القيادة (امارة الجيش) وأمر الوزراء وسائر الأمراء وجميع العساكر أن يسيروا إلى الحرب.
ولما تأكد لزوم السفر عقد أهل الرأي مجلسا قرروا فيه الذهاب من طريق دجلة بالنظر لقرب حلول الشتاء. وفي ٢ رجب ضرب كتخدا
__________________
(١) كلشن خلفا ص ١١٨ ـ ١.
(٢) كلشن خلفا ص ١١٨ ـ ١.