لإقبال موسم الصيف. وفي ١٤ شوال يوم الخميس رحلت العساكر من القرنة. وعلى هذا عبروا أنهارا متعددة وطووا صحاري وقطعوا براري حتى نزلوا قصبة مندلي (بندنيجين) وفيها توفي أيوب باشا ودفن قرب قبر (نبي توران) وبعد عدة مراحل نزل الفيلق في الجانب الآخر من ديالى. نصب جسرا فتوالى عليه عبور العساكر.
وبينا الجيش يعبر إذ ورد في تلك الليلة حسن آغا من حجاب الباب العالي بفرمان في قتل محمد باشا والي ديار بكر. فقضي عليه ودفن في مقبرة حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني. ولم يعلم السبب. والمعلوم أنه لم تكن له معاملة حسنة مع القائد ولا مع بعض متولي الأمور وبناء على شكاية هؤلاء وإنهائهم أمر السلطان كما طلب.
ثم إن الوزير القائد دخل بغداد في ١٥ ذي القعدة ومن ثم عاد الأمراء والوزراء إلى مواطنهم رويدا رويدا (١).
عشائر بني لام :
إن شيخها (عبد الشاه) أبدى الطاعة للدولة ، وبين أنه حاضر للخدمة ، وأن عشائره تبلغ نحو (٢٠) الفا. أدرك القائد خدعته وأنه يحاول معرفة القوة فلما علم أنها فائقة أذعن بالطاعة وقدم نفسه للمعاونة فقال له القائد لا حاجة لنا إلا أن تخلص للدولة وتكف عن سابق أفعالك وإلا دمرناك. ولما أظهر الاخلاص استخدمته الدولة للتعريف بالطرق وألبس الخلعة وتعهد بالانقياد والطاعة. ومن ثم أعلم العشائر الأخرى فجاء شيوخها وطلبوا الأمان والعفو وأخذت رهائن منهم فكتبت لهم خطوط الأمان (٢).
__________________
(١) كلشن خلفا ص ١٢٠ ـ ١ وتاريخ راشد ج ٢ ص ٥١٩.
(٢) تاريخ راشد ج ٢ ص ٥١٥.