ونساء فطلبوا الأمان فقبل دخالتهم وعفا عنهم (١).
كانت هذه العشيرة تظهر الطاعة أحيانا إلا أنها كانت في الخفاء تغري العشائر البدوية وتحرضها على الاشتراك معها ، وبذلك تؤذي السكان في غربي الفرات بالنهب والغارة.
أغار عليها الوزير في شعبان فغنم غنائم لا تحصى وعاد إلى بغداد فاستقبله العلماء والوجهاء استقبالا فخما (٢) ...
وهذه الوقعة كانت السبب في انفصال شمر طوقة (طوگة) وبعض العشائر مثل المسعود فتبدد شملهم فصاروا شذر مذر ... فالمسعود استقروا في أطراف المسيب وكربلاء ، وشمر طوقة في جزيرة حميد بين ديالى و(كوت العمارة) (٣)(٤).
الوزير ومجالس العلم والأدب :
ثم صرف الوزير همته لتنظيم البلد ، وصار يعقد مجالس في ديوانه الخاص يؤمها العلماء والأعيان ، فتارة تراها (مجالس علم) وبحث في منقول أو معقول ... ويتخللها الشعر واللطائف ... وطورا تراعى فيها
__________________
(١) قويم الفرج بعد الشدة ص ٦١.
(٢) قويم الفرج بعد الشدة ص ٦١ ـ ٦٧. وكلشن خلفا ص ١٢٥ ـ ١.
(٣) شمر طوكه (طوقة) وابن حسان في عشائر العراق ج ١ ص ٢٠٧ وفي كلشن خلفا ص ١٢٥ ـ ٢.
(٤) قال الشيخ العطية في رسالته : في سنة ١١١٨ ه كانت انقطعت حوادث شمر العظيمة. وفي سنة ١١٠٦ ه وما بعدها لا تزال حوادثهم العظيمة متكررة. فالأولى الأخذ بما ذكرت. فأما المسعود فقسم منهم في ديار الشام فانشطروا شطرين وكان ورودهم في تلك الأثناء. وإن وجود الزقاريط لا يمنع من وجود المسعود في حين أن المسعود مالوا إلى الأرياف من أمد بعيد حتى صاروا من أهل الأرياف. ولا يزال الزقاريط على البداوة. لا سيما وأن لغة المسعود تأثرت كثيرا بلغة أهل الأرياف ولذا فقدت منهم البداوة من أمد طويل.