فيهم آمالا وأماني تدعو إلى جذبهم. التقى الجمعان في محل بين اصفهان وهمذان فابتدأوا في المناوشات ثم قاربت الجيوش فدخلت المعركة فكان الهول كبيرا والقتال عنيفا ... دام مدة ولكن الجيش الأفغاني لم يطق الصبر فانهزم شر هزيمة ولم ينج أشرف خان إلا بشق الأنفس. فرّ من ساحة القتال متوجها نحو أصفهان.
قالوا : وإن الوزير عاد لمخيمه فرحا مسرورا بهذا النصر إلا أنه رأى على حين غفلة أن الأكراد الذين بصحبته فارقوه ورجعوا ثم أعقبتهم الطوائف الأخرى بلا مبرر ولم يبق مع الوزير سوى أهل دائرته فدهش مما رأى حتى أنه صار يتمنى الموت فاضطر أن يرجع إلى كرمنشاه وبقي للاستراحة فيها وعرض كل ما وقع على دولته بوجه التفصيل ...
وكان البذل كبيرا ، والمصاريف باهظة ، والمهمات لا تحصى والمعدات الحربية لا حد لها. تركت هذه كلها ، فكانت الخسائر فادحة.
دعت هذه الحادثة إلى الاستغراب واختلفت فيها وجهات النظر إلا أن القوة الوحيدة المعول عليها عشائر الكرد ورجالهم ، فكان الغلط في هذا الاعتماد. فإنهم برجوعهم خذلوا الجيش. رأوا ما يكرهون فرجعوا.
ولكن الدولة كانت وجهة نظرها أن الوزير لم يشاور في الأمر ولم يستطلع آراء الوزراء والقواد فوقع في الغلط ...
عرضت الحالة على الدولة فصدر الفرمان بالاستعداد مرة ثانية. تأهبت الدولة للأمر وأيدت وجهة نظر الوزير. فأعدت المهمات وهيأت الجيوش ووردت إليه التسلية فتوقف في كرمنشاه منتظرا ورود القوة. في غرة ذي القعدة أعاد تنظيم الجيش تحت قيادته بالاستعانة بكتخدا البوابين محمد باشا فتأهبوا للأمر (١) ...
__________________
(١) تأتي باقي حوادث الافغان في السنة التالية.