لها جهده وبذل ما في وسعه. فاكتفى بأن سمى نفسه (وكيل الشاه).
وحينئذ أخذ عدّة الشاه وعساكره وهاجم الوزير أحمد باشا معلنا لزوم أخذ الانتقام. ولم يكتف بما لديه من الجيش بل كاتب الطوائف والعشائر الأخرى فجمعها بقصد الهجوم على بغداد والاستيلاء عليها ...
ويقال إن الوزير لما سمع ذلك قال حينما دمرنا جيش طهماسب لو كان ذلك الكلب يريد (نادر شاه) موجودا لكنا خلصنا المسلمين منه فلما سمع ذلك الكلام جمع جموعه وأرسل إلى الوزير يخبره : قلت يوم كذا : (كذا وكذا) فها أنا قادم إليك إثر الرسول فتأهب للحرب والقتال ...!
ثم إن الوزير عرض الأمر على دولته مبينا أن طهماسب قولي خان قصد بغداد ولما ورد كرمانشاه أخبرها بواسطة عثمان آغا الجوقدار (الچوخه دار) ، قال : وعند ذلك جهزنا جيوشا وأعددنا ما استطعنا في الحدود قدر الإمكان ، ولم نهمل أمرا ، راعينا الحيطة والمقدر كائن ، وعلى حين غرة في ٢٦ جمادى الآخرة يوم السبت سحرا هاجم أمير (درنة) ، وصال على جيشنا هناك فوردنا الخبر أن جرح بعضهم ، فوصلوا في المساء إلى خانقين ، ولم يعرف بعد مقدار الشهداء في المعركة ، وتمكن قسم منهم من العودة سالمين. ولا شك أنه يقصد اقتحام الجيوش محاولا الوصول إلى بغداد.
علم أنه جهز جيوش آذربيجان في قيادة خان تبريز ، وسار هؤلاء من قلعة (چولان) متوجهين نحو كركوك ، وكان الأمل أن نستعين بالكرد فشغلوا بأنفسهم وعيالهم ، فلم يعد في الإمكان أن يمدونا ، فخاب أملنا منهم. أما اللوندات عندنا فهم يبلغون نحو ثلاثة آلاف أو أربعة ، والخيالة نحو ثلاثة آلاف فارس ومن هؤلاء ألفان نكّل بهم العدو في درنة ، والألف الموجود لم نتمكن من جمع أكثر من ستمائة منه. وكذا سائر الجيوش من (سرد نكچدي) ، ومن الحجّاب (قپو قوللري) ، وهكذا جمعنا كل من يستطيع العمل. ولا يبلغون أكثر من ثلاثة آلاف أو أربعة