آلاف ، وهناك بعض الايالات التي لا تستطيع أن تمدّنا بجيش يعوّل عليه ، ويصح أن نقول : ليس لدينا جيش يعتمد عليه. اتفقت كلمتنا أن نتخذ الحصار في بغداد. عرضنا مرارا أن ليس في الإمكان إرسال الخزانة ، وأن التجهيزات من بغداد غير متيسرة ، وليس في المقدور الدوام على الحصار مدة طويلة ، ولم يكن لنا من الأمر إلا أن نترقب الحل الإلهي ، وسنتعب جهدنا ونبذل ما نستطيع بذله بأمل أن تبقى سلطنة الدولة متمكنة ، ونسعى جهدنا للدفاع ولا نفلت الاخلاص للدولة بوجه ، فلا نقصر في مجهود. وفي هذه الحالة نأمل من ولي النعم أن يلحظنا ، ولا يهمل شأننا. ونحن في أشد الحاجة إلى ثلاثة عشر ألفا من الجيوش المدربة من الفرسان وإلى اثني عشر ألفا من المشاة المختارين لمساعدتنا وإلى ألف كيس من النقود مع ذخائر وافرة من ديار بكر وماردين بأن تكون هذه المساعدات من طريق البر على الابل ، وأن لا تضيع الفرصة. وإننا مسؤولون أمام الله والناس. نطلب الاهتمام للأمر واتخاذ العدة اللازمة من جميع جهاتها.
إن عدونا اتخذ أطوارا قلّد بها هولاكو وتيمور ، وعدّ نفسه كأحدهما. وإننا في حالتنا الراهنة لو تمكن العدو من فرجة من جانبنا فلا يبقى مجال لسد الثغرة في كل الاناضول بل تبقى الحدود مفتوحة أمامه ـ لا سمح الله ـ فلا يعوقه أمر آخر ، فاختلال الأمر عندنا يسبب محاذير كثيرة من شأنها أن تخلّ بالوضع كله ، ويولّد مكاره ليست في الحسبان. ومن الضروري تدارك الأمر والاهتمام له. وقد تحقق بعض ما توقعناه في كتبنا السابقة. ولم يكن غرضنا تكثير السواد وتطويل المقال فالحذر والاهتمام مما يؤدي إلى حفظ مكانة الدولة ، وإبداء الحرص على المصالح مما يجب أن أعده من أكبر الضروريات لحياة الدولة.
برهنت على ذلك مرارا لحد أنه عقب عقد المصالحة عرضت في قائمة أن النزاع بين طهماسب قولي خان وبين الافغان لم يتمّ ، ولا تزال