جوعا فإن عفوت فلك الفضل وإن لم تعف فلا ترجعني إلى أهلي فأهلك معهم فضحك الوزير لذلك وعفا عن سعدون ورجع عنه ...
ولما رجع الوزير عاد الشيخ سعدون إلى ما كان عليه فأرسل سرية أمر عليها كتخداه سليمان باشا ولما وصلوا البصرة أبصروه بالمرصاد ينتظر قدوم العسكر فعزم على القتال. اشتبك الفريقان في الحرب ثم انجلت عن هزيمة سعدون وقومه. تركوا الخيام وقبض على سعدون في المعركة فأخمدت أنفاسه وأرسل رأسه إلى الوزير ولما جاءه البشير أنعم عليه وعلى قاتله بالعطايا الكبيرة وحينئذ أمر أن يسلخ جلد رأسه ويحشى تبنا ويوضع في صندوق ويرسل إلى الدولة لما شاع وذاع عندهم من قوة بطشه (١). وهذا منتهى الحنق ...!
وبعد أيام قلائل وصل الكتخدا إلى بغداد منتصرا فألبسه الوالي الخلعة لما قام به من خدمة وما أحرزه من نصر ...
قال في الحديقة : «ما ثبت في هذا الكتاب هو رواية الأكثر. وحدثني بعض الجند وهو الأصح عندي أن غزوة سعدون كانت بعد غزوة بلباس ، وأن نائب الوزير في بغداد (القائممقام) سمع بغائلة سعدون فخاف من ازدياد شوكته إذا أهمل فأرسل إلى الوزير وهو في بلباس بريدا يخبره بذلك فحين سمع ألوى عنان العزم وسار إليه فحدث ما قدمنا.
وحدثني البعض أن غزوة ربيعة وقضية القبض على سعدون كانت قبل بلباس. وهذا هو الصحيح عندي.» اه (٢).
وفي تاريخ نشاطي ذكرت قضية الأمير سعدون في حوادث سنة ١١٥٥ ه جاء أنه أرسل الوالي كتخداه سليمان باشا على الشيخ سعدون
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٤٧.
(٢) حديقة الزوراء ص ١٥٠ ـ ١.