نادر شاه ـ الموصل :
إن واقعة الموصل ذكرت في تقرير الوزير حسين باشا الجليلي المقدم إلى دولته مبينا حصار البلد وحروبه ، ونجاحه إلى أن دفعت الغائلة وليونس الموصلي قصيدة تركية أوضحت أكثر.
كان توجه إلى إربل فسلم أهلها ثم توجه إلى الموصل وكان معه من العسكر نحو مائة وسبعين ألفا ونصب على دجلة جسرين فعبر وحاصر الموصل في النصف من شعبان ودام الحصار نحو أربعين يوما فثبتوا بالرغم مما أمطر عليهم من قنابل. ثم حفر ألغاما وملأها بارودا ورصاصا فعادت على جيشه وصعدوا السور بالسلالم فلم ينجحوا ولما لم يحصل منها على طائل ارتحل وتوجه بعسكره إلى بغداد بعد أن صالح حسين باشا الجليلي.
ونظم الحافظ السيد خليل البصيري الموصلي (١) وقعة الموصل بأرجوزة أوردها في الحديقة. وكان قدمها إلى السيد عبد الله الفخري. ذكر فيها محاصرة الموصل من نادر شاه وهي في مجموعة السيد عبد الله الفخري أيضا ، وللسيد حسن ابن أخي السيد خليل قصيدة أشار إليها السيد خليل ولم أقف عليها ، وعارض البصيري كل من السيد عبد الله الفخري وصاحب الحديقة بقصيدة. وفي منهل الأولياء للأستاذ محمد أمين العمري تفصيل. ولما كان والي الموصل آنئذ الحاج حسين باشا الجليلي قد ناضل عنها ، ودافع دفاع الابطال (٢) كافأه السلطان بتمليكه قرية (قره قوش) بما فيها وكانت من خواص ايالة شهرزور ، وتؤدي
__________________
(١) لم يسمه صاحب الحديقة.
(٢) كتاب الموصل في الجيل الثامن عشر من مذكرات (دومينيكولانزا) نقله عن الايطالية الأستاذ القس روفائيل بيداويد ص ٢٩. وتاريخ الموصل للأستاذ الخوري سليمان الصائغ ج ١ ص ٢٧٧.