صحتها ... وإنما أراد أن يظهر بمظهر العظمة والقدرة.
وقائع جديدة :
قالوا : إن الوزير سليمان باشا بذل كل مجهوداته لتنظيم البصرة ، ومراعاة وسائل راحتها وجذبها إليه ... فأبدى :
أن البصرة اصابها القحط ولا يتيسر له البقاء فيها بحاشيته ولو نداته فاضطر أن يخرج منها. فأول هذا بالقيام على وزير بغداد فأشاع والي البصرة أنه رأى لزوم تأديب بعض العشائر والتنكيل بهم لتمردهم فأعلم الوزير محمد باشا بذلك فلم يرق له ذلك لعلمه أنه ينوي ترتيب الجيش وتمرينه واستهواء العشائر لجانبه. صار يخشى مما وراء ذلك. يقصد غير ما أظهر.
لذا حمل الوزير محمد باشا القضية على غير شكلها الظاهري فقدم إلى دولته شكواه منه ، وأبدى الخطر الذي سيحيق فيما إذا تغافلت عنه. ولكن سليمان باشا أظهر اخلاصه ، وأنه العبد المطيع وأن معارضة محمد باشا كانت لأمل منه. أما الدولة فإنها رأت ميلا لاحتمال أن ما عرضه محمد باشا صحيح منه.
وفي هذه الأيام اختلت أمور ايران ، وزادت الاضطرابات فيها. فكانت الدولة تحذر من وقوع حوادث فاحتاطت وأعطت الاحتمالات حقها من الاهتمام ...
كانت تخشى من حركة سليمان باشا وتخاف أن يحدث لها مشكلة بل عدت ذلك منه عين المشكلة. وحينئذ راعت الحكمة في خطتها ، وقررت لزوم نصحه وإقناعه بالحسنى فإذا لم تجد النصائح نفعا فلا ترى بدا من دفع غائلته بالقوة ، وأوعز إلى محمد باشا بذلك وأكد له في الأمر.