العصيان كما أن المتهمين من الأهلين من أعيان البلد حبسوا وصودرت أموالهم ونكّل بهم.
وحينئذ ضبط موسى باشا إدارة بغداد بيد من حديد وقتل بعض المشايعين لإبراهيم باشا من متقدمي (الجيش الأهلي) كما أنه فرت جماعة منهم إلى بلاد العجم» (١) ..
وفي تاريخ الغرابي ما نصّه :
«وفيها ـ في سنة ١٠٥٦ ه ـ وقعت فتنة عظيمة في بغداد. وذلك أنه كان فيها من الجند طائفتان يقال لهم (الينگچرية). وهم (طائفة) كانت وظائفهم تأتي من طرف السلطنة ، وهم ليسوا مربوطين ببغداد بل تذهب منهم جماعة ويأتي مكانها غيرها. والطائفة الأخرى من الجند كانت تعطي وظائفهم من حاصل بغداد ، وهم لا يتغيرون ، فاتفق أنه كان في السنة المزبورة إبراهيم باشا واليا على بغداد ، فعزل عنها ، ووليها موسى باشا ، ولما أن جاء متسلمه قالت الطائفة التي وظائفها من محصول بغداد نحن راضون عن والينا إبراهيم باشا لا نريد غيره ، ونريد أن يخرج من هذه البلدة آلتنجي أحمد آغا الذي هو أحد رؤساء الينگچرية فتحزبوا واجتمعوا ، فأرسل الباشا يستفسر عن تحزبهم فذهب إليه أحمد آغا فسأله عن السبب فقال له تقول طائفة الينگچرية أن الباشا يريد أن يستبدّ بهذا القطر ويخرج عن طاعة السلطان ، فقال له ليس مرادي ما تقول. وإنما الجند يريد أن أبقى هنا واليا وأنا لا أرضى بالبقاء فضلا عن العصيان ، فقال له أحمد آغا : يا مولانا الوزير إن كنت صادقا فيما تقول فقم واركب واذهب إلى القلعة واجلس بها ساعة ، ثم ارجع إلى مكانك حتى يصدق هذا الجمّ الغفير ما في ضميرك. وحلف له ايمانا مؤكدة بأنه ما
__________________
(١) نعيما ج ٤ ص ٢٤٩ ، ومثله في فذلكة كاتب جلبي ج ٢ ص ٣١٠.