يصيبه ضرر ولا وصب. فقام الوزير الغافل وذهب إلى القلعة فلما جلس واستقر ساعة أراد الذهاب فقال له أحمد آغا أنت محبوس. وليس لك خلاص من هذا المكان حتى يأتي الإذن من طرف السلطان. فلما آل الأمر إلى هذا تحزبت الينگچرية في الميدان. وجند بغداد اجتمعوا في حضرة الشيخ عبد القادر الجيلي قدس سره وأرادوا تخليص إبراهيم باشا فلم يمكنهم ، وبقي كل منهم يرتقب الفرصة ، وداموا على هذا الحال نحو شهرين. فأتى من طرف السلطنة أمر بأن يقتل إبراهيم باشا ، ويكون موسى باشا واليا على بغداد ، فأتى موسى باشا بالأمر ودخل بالسفينة ليلا ، فلما أصبح الصباح قتل إبراهيم باشا. ولما رأى جند بغداد أن إبراهيم باشا قتل طلبوا الخروج والذهاب ، ففتح لهم الباب ، فخرجوا وفروا إلى جهة العجم وقتل موسى باشا بقاياهم. وكانت هذه الوقعة في سنة ١٠٥٧ ه.» اه (١).
ومن هذه النصوص علمنا أن الينگچرية منهم من يستوفي علوفته من استنبول ويسمى (الينگچرية) ، ومنهم من ترجى علوفته من بغداد. ويقال له (قول بغداد). وهو (الجيش الأهلي). وهذا أيضا من صنف الينگچرية. وسماه في (تاريخ الغرابي) : (جند بغداد). وهذا الأخير مال إلى الوالي ، وحاول الانتصار له ، فلم يفلح. واضطرب أمر بغداد.
فكان الوزير إبراهيم باشا ابتدأ حكمه في ١٦ شعبان لسنة ١٠٥٦ ه ودامت ولايته إلى غرة ذي القعدة لسنة ١٠٥٧ ه (٢).
وزارة موسى باشا :
كان مصاحب السلطان. اشتهر ب (سمين موسى باشا) أي موسى
__________________
(١) تاريخ الغرابي ص ٣٠١ ـ ٢.
(٢) كلشن خلفا ص ٨٢ ـ ١.