باشا السمين. فسمي بذلك من جراء أنه يصعب عليه الذهاب والإياب أو المشي. ويقال إن السلطان أنعم عليه بهذا المنصب لرفع الكلفة عنه.وفي تاريخ نعيما سماه (قپوجي موسى باشا).
وهذا الوزير من حين تسلم زمام الإدارة فوّض أموره إلى أرباب الاغراض بل تغلب الينگچرية عليه فلم يعدل بين الرعية فكانت ادارته طبق رغباتهم فلم يبق له اختيار. أهمل الصفح والعفو وراعى الشدة والقسوة دون أن يقف عند حد ولم يبق أثر من صفاته في وزارته الأولى من عفو وصفح.
أوقع برجال الفتنة ما أوقع فلم ينظر بعيدا في دقائق الأمور وبادر بالقسوة في (جند بغداد) ، متهما لهم جميعا ، أخرجهم من المدينة وبعث جيشا في تعقب أثرهم وعلى هذا أسر المشاة منهم فأمر بقتلهم ثم صار يتحرى المختفين داخل المدينة وخارجها حتى أنه اتهم من كان لم يرض بحدوث هذا الأمر فأوقع بهم مع أنهم كانوا أبرياء.
وعلى كل تركت البقية الباقية ديارها وأسرعت بالهزيمة إلى بلاد العجم فعاشت في غربة أو هلكت في طريق هذا التشتت وتبعثرت أحوالها ... صار القوم يشتبهون من كل واحد من الأهلين فلم يأمنوا على حياتهم ، يخشون الغوائل ويتوقعون الاخطار فكان الاضطراب مستوليا على بغداد ...
ذلك ما دعا أن ترسل الحكومة لتحقيق الأمر كلّا من الوزير محمد باشا جاووش زاده أمير أمراء ديار بكر والوزير أحمد باشا الطيار وجعفر باشا فكل هؤلاء مع جيوشهم في هذه الايالات أرسلوا لمحافظة بغداد ... (١) فكان لهم الأثر الكبير.
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٢ ـ ٢.