وذلك أنه في سنة ١٠٥٩ ه كان أرسل ملك الاوزبك (محمد نذر خان) إلى السلطان كتابا مؤدّاه أنه يشكو من ابنه عبد العزيز فرغب أن يكتب إليه السلطان كتاب نصيحة يردعه فيه ويطلب منه الرجوع إلى الصواب ، وأن يوعز أن يتدخل بالصلح شاه العجم والهند إصلاحا لذات البين وأن يمده بهذه العناية فضلا من عنده. فقبل السلطان أن يقوم بالأمر إجابة للطلب فأرسلت الكتب مع السيد محيي الدين متفرقة عهد إليه بهذا الأمر فوصل إلى هناك وأدى واجب الخدمة وحينئذ أرسل ملك الهند جوابا مع السيد أحمد ومعه هدايا وتحف باهرة أتى بها إلى السلطان.
وبالمقابلة قدم إليه السلطان كتابا مع هدايا أرسلت مع ذي الفقار آغا فأدى الواجب. وعلى هذا قدم ملك الهند أيضا تحفا وهدايا مع كتاب وكان الرسول يقال له قائم بك. وفي هذه المرة قدم إليه السلطان أيضا هدايا مع حسين آغا فوصل إلى الهند وحينئذ رأى في ساحل الهند أنه قام مراد بخش ابن ملك الهند بعصيان. فأعاد الرسول الهدايا فوصل إلى بغداد وفي سنة ١٠٦٩ ه عاد إلى بلاد الروم.
وشاه جهان خرم شاه هو ابن جهانگير سليم شاه بن أكبر شاه بن همايون شاه بن بابر شاه ابن عمر شيخ التيموري. وبابر شاه أسس امبراطورية المغول في الهند. تكونت سنة ٩٣٢ ه ـ ١٥٢٦ م. ومن مشاهير هذه الدولة بعد شاه جهان (أورنك زيب) المعروف ب (عالمگير) وتنسب إليه الفتاوى (العالمگيرية) ولي سنة ١٠٦٩ ه ـ ١٦٥٩ م. وتوفي في ٢٨ ذي العقدة سنة ١١١٨ ه ـ ١٧٠٧ م. ودامت عظمة هذه الدولة من أيام بابر إلى آخر أيام (أورنك زيب). مرّ بنا من ملوكها من له علاقة بأبحاثنا وبعد أورنك زيب طرأ على هذه الدولة ضعف متوال حتى انقرضت سنة ١٢٧٣ ه ـ ١٨٥٧ م. وتوفي آخر ملوكها في رانغون بعد إجلائه إليها من دولة الإنكليز. مات سنة ١٢٧٩ ه ـ ١٨٦٢ م. ثم إن دولة