وإن اعتماد الدولة في جوابه يشير إلى أن الصلح لا يزال دائما ، ولا يساعد أمير أمراء البصرة بوجه ، ولا حدّ لأحد أن يخرق الصداقة ، أو يتحرك بما يغاير الصلح وكتبت الأوامر إلى أمراء الحدود في لزوم احترام العهود وأن لا يخلّوا بأمر منها.
وبهذا أمنت الدولة الغوائل والتدخلات من المجاور (١) ...
إبراهيم باشا وحسين باشا افراسياب :
إن حسين باشا هذا علم أن قد اتسع الخرق ولم يطق التخلص إلا بطريقة صالحة وأن المقاومة والاعتزاز استنادا إلى القوة لا تجدي نفعا. أرسل جماعة إلى دار السلطنة يبذلون الأموال ولكنهم عادوا بفشل ذريع لما رأى السلطان ما عرضه الشريف زيد فقدمه للمفتي فكتب إليه أن حسين باشا هذا يجب أن يعزل وإن بغى فيقتل كسائر البغاة ...
وعلى هذا أرسل السلطان وزيرا هو إبراهيم باشا إلى بغداد ليقوم بالأمر وينقذ محمد باشا وعزّزه بأمراء آخرين بينهم والي ديار بكر ووالي حلب ووالي شهرزور الوزير كنعان باشا الگرجي ووالي الموصل إبراهيم باشا الگرجي وغيرهم من الأمراء بمن معهم من جيوش ، وبلغت جيوشهم ما يربو على خمسين ألفا ، استكملوا العدة والعدد في بغداد ثم توجهوا نحو حسين باشا. وهذا لما علم بالأمر سار إلى القرنة مسرعا ينتظر ما سيجري ... وقد قضى مدة يترقب الأخبار فلم يصل إليه منها شيء ، ولم يأته بيان ولكنه لم يدع الفرصة بل أرسل إلى شيوخ العشائر كتبا يدعوهم بها لمؤازرته فجاءه بعضهم وتخلف آخرون ...
ثم إن حسين باشا كتب إلى الوزير إبراهيم باشا والي بغداد يستفهم عما دعا وفيه تهديد من جهة واستعطاف من جهة أخرى معتذرا أنه إنما
__________________
(١) تاريخ السلحدار ج ١ ص ٣٩٩ ـ ٤٠١.