فتح الاحساء بناء على الأمر الوارد إليه ولم يكن منه تقصير فأجابه انك معزول ولك الخيار في أن تأتي إلى السلطان ، أو تخرج من بلاده وبذلك تحقن الدماء وكذا كتب إليه سائر الوزراء ينصحونه فلم يلتفت. وكان الرسول أحد السادات من أتباع والي آمد فأغلظ القول على الرسول جهرا وأخفى خلافه وقال له : إن أصلحت هذا الأمر منحتك خيرا وحزت أجرا وقد أراه جماعة من العجم ليرهبه بهم وفي الوقت نفسه أكرمه وقال له بلّغ ما رأيت فأجابه : إننا نود القتال مع هؤلاء الاعجام وقد سمعنا بذكرهم فلم يبال بهم الوزراء. ثم أتى بعد ذلك خبر مؤداه أن ابنه الاصغر قد عبر نحو العسكر مصحوبا بالبن والسكر فدس الذهب في البن لبعض ذوي الرتب من عسكر الروم وربما أفسد بعضا من الجند على ما نقلوا (١) ...
وفي گلشن خلفا : إن السلطان أمر بإعادة الاحساء إلى حاكمها السابق ، وأن يساعد في الاستيلاء عليها واستخلاصها ، وأن يؤدب حسين باشا على عمله ... فجعل ابراهيم باشا أميرا ، وعهد إلى والي ديار بكر إبراهيم باشا ، ومحافظ حلب الوزير حسين باشا ومتصرف الموصل إبراهيم باشا الگرجي وأمير الرقة (صاري محمد باشا) ووالي شهرزور كنعان باشا أن يكونوا معه تبعا له وأن يقوم كل منهم بقيادة جيشه وإدارته ...
أما الوزير فإنه حينما ولي بغداد جاءه محمد باشا من مكة المكرمة وحسب الفرمان جهز الجيوش واجتمع الكل في بغداد. وحينئذ أرسل من هؤلاء نحو ألف فارس على عجل وبينوا له ما وقع بتحرير جاؤوا به إليه من الوالي وفيه تحذير ما يتوقع حدوثه وأن يذعن للدولة ولكنه أبى أن يقدم معذرته وإنما صار يبذل مبالغ من جهة ، وطورا ينذر ويهدد فلم يفد ذلك كله ، ذهبت الاتعاب سدى ولم يتلقوا منه سوى التعنّت والجواب الفظ والخطاب المملوء غرورا ...
__________________
(١) منظومة الشهابي. وتاريخ السلحدار ج ١ ص ٣٩٩ ، وتاريخ راشد ج ١ ص ١٢٦.