من المواد العادية ، ووظيفته خزن المياه ومنعها من الطغيان والفيضان ، وقد ذكر القرآن شرحا لذلك في سورة «سبأ».
لكل هذه الأسباب سنركز البحث على النظرية الثّالثة ، ونرى من الضروري ـ هنا ـ الانتباه بدقة إلى الأمور التالية :
أ: لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم؟
البعض يعتقد أن سبب التسمية تعود إلى وصوله للشرق والغرب ، حيث يعبّر العرب عن ذلك بقرني الشمس.
البعض الآخر يرى بأنّه عاش قرنين أو أنّه حكم قرنين ، وأمّا ما مقدار القرن فهناك آراء مختلفة في ذلك.
البعض الثّالث يقول : كان يوجد على طرفي رأسه بروز (قرن) ، ولهذا السبب سمّي بذي القرنين.
وأخيرا فإنّ البعض يعتقد بأنّ تاجه الخاص كان يحتوي على قرنين.
بالطبع هناك آراء أخرى في ذلك ، إلّا أنّ ذكرها جميعا يطيل بنا المقام ؛ وسوف نرى أنّ مبتكر النظرية الثّالثة (أبو الكلام آزاد) استفاد كثيرا من هذا اللقب لإثبات نظريته.
ب : لو لاحظنا بدقة من آيات القرآن الكريم لاستفدنا أنّ ذا القرنين كانت له صفات ممتازة هي :
* هيّأ له الله جلّ وعلا أسباب القوّة ومقدمات الإنتصار ، وجعلها تحت تصرفه وفي متناول يده.
* لقد جهز ثلاثة جيوش مهمّة : الأوّل إلى الغرب ، والثّاني إلى الشرق ؛ والثّالث إلى المنطقة التي تضم المضيق الجبلي ، وفي كل هذه الأسفار كان له تعامل خاص مع الأقوام المختلفة حيث ورد تفصيل ذلك في الآيات السابقة.
* كان رجلا مؤمنا تتجلى فيه صفات التوحيد والعطف ، ولم ينحرف عن