وصلوا الينا انفردوا عنّا ناحية ، وكانوا يتفكّرون فرأيناهم جاؤواالينا وقالوا لنا : قد ضللتم عن الطريق ، وكان الحال كما قالوا ، فارسلوا معنا رجلاً منهم وسار معنا الى قرب المنزل. وذكر رحمه الله انه قبل وصوله الى بعقوبة وهو متوجّه اليها من كرمانشاه قال : فلما صعدنا الجبل ، اصابنا فوقه مطر وهواء بارد ، وصار الصخر تزلق فيه الأقدام ، ولا يقدر يستمسك الراكب على الدابّة من الهواء البارد وشدّته ، والمطر ، فشرعت انا في قرائة آية الكرسي ، فليس احد من اهل القافلة الّا وقد سقط من الدابة ، وانا بحمد الله وصلت الى المنزل سالماً.
الرضوي : وهذه الآية المباركة عجيبة جدّاً ، ولها فوائِد جمّة ذكرت بعضها في تضاعيف هذا الكتاب ، فينبغي للمؤمنين المحافظة على قرائتها بكرة وعشيّة ، وما بنيهما ، سفرا وحضرا ، ناوين بذلك الحفظ عن اعين الأعداء والظالمين والسلامة من كل مكروه ، خصوصاً في هذا العصر الذي اجتمعت فيه كلمة الكافرين واعداء المسلمين على إيذاء اهل الدين ، والمؤمنين خاصة والله المستعان عليهم ، وهو خير حافظ ومعين. حدّثني بعض العلماء قال : جرّبتها لقضاء الحوائِج.
٥ ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما قال عبد اذا ركب الدابة بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (١) و (سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين ، وانّا الى ربّنا لمنقلبون) (٢) الّا حفظه الله في نفسه ودابّته حتّى ينزل (٣).
الرضوي : حدّثني سيّدي الوالد طاب ثراه انه جرّب ذلك.
__________________
(١) سورة الأعراف الآية ٤٢.
(٢) سورة الزخرف الآية ١٣.
(٣) هامش المصباح.