وأباحوا الفروج ، وأحلّوا الخمر ، وسفكوا الدّماء ، وسبوا الأبناء ، ولعنوا السلف ، وادّعوا الرّبوبيّة. وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتي وأربعمائة.
وقد كتب خطّه في المحضر خلق (١) كثيرون ، فمن العلويّين المرتضى والرضيّ وابن الأزرق الموسويّ وأبو طاهر بن أبي الطيب ومحمد بن محمد بن عمرو بن أبي يعلى ، ومن القضاة أبو محمد بن الأكفانيّ وأبو القاسم الحريريّ وأبو العبّاس بن السيوريّ. ومن الفقهاء أبو حامد الإسفرايينيّ وأبو محمد بن الكشفليّ وأبو الحسين القدوريّ وأبو عبد الله الصّيمريّ وأبو عبد الله البيضاويّ وأبو عليّ بن حكمان. ومن الشهود أبو القاسم التّنوخيّ ، في كثير.
وفي سنة ثلاث وأربعمائة ، قال ابن المتوّج : رسم الحاكم بألّا تقبّل (٢) الأرض بين يديه ، ولا يخاطب مولانا ولا بالصلاة عليه ، وكتب بذلك سجلّ في رجب. قال : وفيها حبس النساء ومنعهنّ من الخروج في الطّرقات ، وأحرق الزبيب وقطع الكرم ، وغرّق العسل. قال ابن الجوزيّ : وفي رمضان انقضّ كوكب (٣) من المشرق إلى المغرب غلب ضوءه على ضوء القمر ، وتقطّع قطعا ، وبقي ساعة طويلة.
وفي سنة خمس وأربعمائة زاد الحاكم في منع النساء (٤) من الخروج من المنازل ومن دخول الحمّامات ومن التطلّع من الطاقات والأسطحة ومنع الخفّافين من عمل الخفاف لهنّ ، وقتل خلقا من النساء على مخالفته في ذلك ، وهدم بعض الحمامات عليهنّ ، وغرّق خلقا.
وفي سنة سبع وأربعمائة ورد الخبر بتشعيث الركن اليمانيّ من المسجد الحرام ، وبسقوط جدار بين قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وبسقوط القبّة الكبيرة (٥) على صخرة بيت المقدس. قال ابن كثير : فكان ذلك ممن أغرب الاتّفاقات وأعجبها.
وفي سنة سبع أيضا انفرد المصريّون بالحجّ ، ولم يحجّ أحد من بلاد العراق لفساد الطرقات بالأعراب ؛ وكذا في سنة ثمان.
وفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، قال ابن المتوّج : عزّ القوت (٦) ، ثمّ هان بعد أراجيف عظيمة. وفي أيام الحاكم ، قال ابن فضل الله في المسالك : زلزلت مصر حتّى رجفت أرجاؤها ، وضجّت الأمّة لا تعرف كيف جارها ، فقال محمد بن قاسم بن عاصم شاعر الحاكم :
__________________
(١) انظر الكامل لابن الأثير : ٧ / ٢٦٣.
(٢) النجوم الزاهرة : ٤ / ١٧٨.
(٣) الكامل لابن الأثير : ٧ / ٢٧٠.
(٤) الكامل لابن الأثير : ٧ / ٢٧٦.
(٥) النجوم الزاهرة : ٤ / ٢٤٠.
(٦) شذرات الذهب : ٣ / ١٩٢.