وحضر غالب الأعيان ومعظم العوامّ وصبيان المكاتب ، ونصب المنبر ، فخطب عليه شهاب الدين القسطلانيّ خطيب جامع عمرو ، وصلّى صلاة الاستسقاء ، ودعا وابتهل ، وكشف رأسه واستغاث وتضرّعوا ، وكان يوما مشهودا ، وابتدأ الغلاء وزادت الأسعار.
وفي هذه السنة في أول جمادى الأولى حدثت زلزلة لطيفة ، فيها ابتدئت قراءة البخاريّ في رمضان بالقلعة بحضرة السلطان ، ورتّب الحافظ زين الدين العراقيّ قارئا ، ثمّ اشترك معه شهاب الدين العريانيّ يوما بيوم ، وأمر السلطان مشايخ العلم أن يحضروا عنده سامعين ليتباحثوا ، فحضر جماعة من الأكابر.
وفيها أبطل ضمان المغاني ومكس القراريط التي كانت في بيع الدّور ، وقرىء بذلك مرسوم على المنابر ، وكان ذلك بتحريك البلقينيّ ، وأعانه أكمل الدين والبرهان ابن جماعة.
وفي سنة ستّ وسبعين وقع الفناء (١) بالديار المصرية ، وبيع كلّ رمانة بستة عشر درهما وهي قريب من دينار ، وكلّ فرّوج بخمسة وأربعين ، وكلّ بطّيخة بسبعين.
وفي هذه السنة أحضر والي الأشمونين إلى الأمير منجك بنتا عمرها خمس عشرة سنة ، فذكر أنها لم تزل بنتا إلى هذه الغاية ، فاستدّ الفرج وظهر لها ذكر وأنثيان واحتلمت ، فشاهدوها وسمّوها محمدا ، ولهذه القضية نظير ، ذكرها ابن كثير في تاريخه.
قال الحافظ ابن حجر : ووقع في عصرنا نظير ذلك في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.
وفي سنة سبع وسبعين [وسبعمائة] وصلت هدايا إسطنبول من الرّوم ، وفي جملة الهدايا صندوق في شخوص له حركات ، كلّما مضى ساعة من الليل ضربت تلك الشخوص بأنواع الملاهي ، وكلما مضت درجة سقطت بندقة.
وفي سنة ثمان وسبعين ، في شعبان ، خسف الشمس والقمر جميعا ، فطلع القمر خاسفا ليلة السبت رابع عشرة ، وكسفت الشمس بين الظهر والعصر يوم السبت ثامن عشرينه.
وفي سنة ثمانين [وسبعمائة](٢) كان بمصر حريق عظيم ودام أياما. وفي هذه
__________________
(١) النجوم الزاهرة : ١١ / ٥٣ ـ ٥٤.
(٢) في النجوم الزاهرة : ١١ / ١٣٦ : سنة ٧٨١ ه.