السنة ، في ذي القعدة عقد برقوق أتابك العساكر مجلسا بالقضاة والعلماء. وذكر أنّ أراضي بيت المال أخذت منه بالحيلة ، وجعلت أوقافا من بعد الناصر بن قلاوون ، وضاق بيت المال بسبب ذلك ، فقال الشيخ سراج الدين البلقينيّ : أمّا ما وقف على خديجة وعويشة وفطيمة فنعم ، وأمّا ما وقف على المدارس والعلماء والطلبة فلا سبيل إلى نقضه ، لأنّ لهم في الخمس أكثر من ذلك. فانفصل الأمر على مقالة البلقينيّ.
وفي هذه السنة ظهر كوكب له ذؤابة ، وبقي مدة يرى في أوّل النهار من ناحية الشمال.
وفي هذه السنة أمر بتبطيل الوكلاء من دور القضاة.
وفي سنة إحدى وثمانين رسم الأمير بركة بنفي الكلاب من مصر ، ورسم بأن يعمل على قنطرة فم الغور سلسلة تمنع المراكب من الدخول وإلى بركة (١) الرطليّ ، فقال بعض الشعراء في ذلك :
أطلقت دمعي على خليج |
|
مذ سلسلوه فراح مقفل |
من رام من دهرنا عجبا |
|
فلينظر المطلق المسلسل |
وفي ربيع الآخر من هذه السنة أحدث السّلام على النبي صلىاللهعليهوسلم عقب أذان العشاء ليلة الاثنين مضافا إلى ليلة الجمعة ، ثمّ أحدث بعد عشر سنين عقب كلّ أذان إلّا المغرب.
وفي سنة ثلاث (٢) وثمانين ابتدأ الطاعون بالقاهرة. وفيها أمطرت السماء مطرا عظيما ، حتى صار باب زويلة خوضا إلى بطون الخيل ، وخرج سيل عظيم إلى جهة طرى ، فغرق زرعها ، وأقام الماء أياما ، ولم يعهد الناس ذلك بالقاهرة. وفيها ظهر نجم له ذؤابة قدر رمحين من جهة القبلة.
وفي سنة أربع وثمانين [وسبعمائة](٣) وقع الغلاء بمصر. وفيها شرع جركس (٤) الخليلي في عمل جسر بين الروضة ومصر ، وطوله مائتا (٥) قصبة في عرض عشرة عند موردة الحبش ، وعمل على النّيل طاحونا تدور بالماء.
وفي هذه السنة قال الحافظ ابن حجر : توجّه الظاهر برقوق إلى بولاق (٦)
__________________
(١) انظر الخطط المقريزية : ٢ / ١٦٢.
(٢) في النجوم الزاهرة : ١١ / ١٦٤ : سنة ٧٨٢ ه.
(٣) شذرات الذهب : ٦ / ٢٨٣.
(٤) النجوم الزاهرة : ١١ / ١٧٤.
(٥) في النجوم الزاهرة : ١١ / ١٧٤ : ثلاثمائة.
(٦) النجوم الزاهرة : ١١ / ١٩٠.