أخبرنا الصّيمريّ قال : نبأنا على بن الحسن الرّازيّ قال : نبأنا محمّد بن الحسين قال : نبأنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن إسحاق مات سنة اثنتين وخمسين ومائة (١).
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال : أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : نبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال : نبأنا خليفة بن خياط. قال : محمّد بن يسار توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائة (٢).
كان حافظا لعلوم الحديث والأدب ، عارفا بأيام الناس ، وقدم بغداد فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم ، وحدّث عن مالك بن أنس ؛ وخارجة بن مصعب ، وبشر ابن السري ، ويحيى بن اليمان ، وخالد بن عبد الرّحمن المخزوميّ ؛ وغيرهم. روى عنه عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا والفضل بن محمّد الزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثقفي ، وعبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائي الرّازيّ ؛ ولم يكن يوثق في علمه.
أخبرنا الحسين بن أبي بكر ومحمّد بن عمر القاسم النرسي. قالا : أنبأنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال : نا الحسين بن عمر الثقفي قال : نا محمّد بن إسحاق البلخيّ قال : نا يعقوب بن سوادة الطائي ثم النبهاني قال : حدّثني أبي عن أبيه قال : سمعت عدي بن حاتم. قال : قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في آخر الجاهلية وأول الإسلام ، فاستقدم زيد الخيل ، وهو زيد بن مهلهل الطائي ، فسلم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم وقف فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تقدم يا زيد فما رأيتك حتى أحببت أن أراك (٤)» فتقدم زيد فشهد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّدا رسول الله ، ثم تكلم. فقال له عمر بن الخطّاب : يا زيد ما أظن في طيئ أفضل منك؟ قال : بلى والله إن فينا حاتم
__________________
(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٢٧.
(٢) ـ انظر الخبر في : طبقات خليفة ٢٧١ ، تاريخه.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٧ / ٤١ في حال محمد بن إسحاق :
«أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة ، وارتفع مالك وصار كالنجم ، والآخر فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير ، وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه ، فإنه يعد منكرا».
(٣) ٥٢ ـ انظر ميزان الاعتدال ٣ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦. والمنتظم ١١ / ٣٢٧. وتذكرة الحفاظ ، ص ٤٢٦.
(٤) انظر الحديث في : تاريخ ابن عساكر ٦ / ٣٦. وكنز العمال ٣٧٠٨١.