سمعت أبا على الحسن بن أحمد الباقلاني وغيره يذكرون : أن المصري كان يشتري من الورّاقين الكتب التي لم يكن سمعها ويسمع فيها لنفسه.
وحدّثني أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال حدّثني خالي الحسن بن أحمد الباقلاني. قال : جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لأشتريه منه ولم يكن عليه سماعه. وقال : لو كان هذا سماعي لم أبعه ، فمكث عندي مدة ثم رددته عليه فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إليّ ذلك الأصل بعينه ، وقد سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلي قبل التسميع فرددته عليه.
قال أبو الفضل : أنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه. سألت أبا الفتح المصري عن مولده. فقال : في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، ومات ببغداد في يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة أربعين وأربعمائة.
سكن بغداد وحدّث بها عن على بن عمر السكري ، وأبي الحسن الدّارقطنيّ ، وأبي القاسم بن حبابة وغيرهم من البغداديّين ، وعن نصر بن أحمد بن الخليل الموصليّ. كتبت عنه وكان ثقة عالما فاضلا سخيّا حسن الكلام عراقي المذهب ، ويعتقد في الأصول مذهب الأشعريّ. وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء ويتكلمون.
حدّثنا القاضي أبو جعفر السماني من حفظه بعد أن كف بصره قال لقننا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل الموصليّ المعروف بابن المرجي بالموصل قال لقنني أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى قال لقنني شيبان بن فروخ الأبليّ قال لقنني سعيد بن سليم قال لقنني أنس بن مالك. أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : يقول الله تعالى : «إذا أخذت كريمتي العبد فصبر إيمانا واحتسابا لم أرض له ثوابا دون الجنة». قيل : يا رسول الله وإن كانت واحدة؟ قال : «وإن كانت واحدة (٢)».
سمعت السمناني سئل عن مولده فقال : ولدت في سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ومات بالموصل وهو على القضاء بها وكانت وفاته في يوم الاثنين السادس من شهر ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
__________________
(١) ٢٨٤ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٩٩.
(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٥٤ ، ١٨ / ٢٥٧.