وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة وثقة مشهورا بالصلاح. وكتب الناس بانتخابه على الشيوخ وتخريجه. وحدّث عنه أبو سعد الماليني ، وأبو بكر البرقانيّ ، وهبة الله بن الحسن الطّبريّ. وسمعت منه بعض أماليه ، وقرأت عليه قطعة من حديثه ، وكان يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع الرصافة ، وتوفى في يوم الأربعاء السادس عشر من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ودفن من الغد وذلك يوم الخميس بمقبرة باب حرب ، وقبره إلى جنب قبر أحمد بن حنبل غير أن بينهما قبور التّميميّين الثلاثة.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال أنبأنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ، قال : علي ومحمد أبو الفتح يعرفان ببني أبي الفوارس ، كتبا الحديث ، ورحل محمّد في طلبه إلى خراسان وأصبهان وغيرهما.
قال الشيخ أبو بكر : وكان أخوه على بن أحمد بن أبي الفوارس ، عبدا صالحا ومات قبل أن يحدث.
ذكر لي ابنه أبو الحسن [أحمد (٢)] : أنه ولد برويان في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. قال : وحمل إلى طرطوس وهو ابن سبع سنين فنشأ بها وسمع الحديث من شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي ، وسمع أيضا من أبي العبّاس بن القاص كتاب المفتاح. وكان أبو العبّاس فقيه أهل طرطوس ومفتيهم ، ولم يزل بها حتى غلبت الروم على البلد فانتقل عنه إلى دمشق ثم ورد بغداد فسكنها ، حتى مات في يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قال أبو الحسن : وقد حدّث بشيء يسير وسمعت منه.
ولد في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وسمع أحمد بن سلمان النّجّاد ، وعليّ بن محمّد بن الزبير الكوفيّ ، وعبد الله بن إسحاق البغويّ ، وأحمد بن عثمان ابن الأدمي ، وجعفرا الخلدي ، وأبا بكر الشافعي ، ونحوهم.
__________________
(١) ٢٨٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٥٦.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) ٢٨١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٦٨.