المنام. فقلت : يا رسول الله أكتب رأى أبي حنيفة؟ قال : لا : قلت : أكتب رأى مالك؟ قال : موافق حديثي ، قلت له : أكتب رأى الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي. وقال : ليس هذا بالرأى ، هذا رد على من خالف سنتي. فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي. قال : مات أبو جعفر الترمذي الفقيه في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين. قرأت على الحسن ابن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : توفى أبو جعفر محمّد بن أحمد بن نصر الترمذي لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين. وقيل : كان مولده في ذى الحجة سنة مائتين ، ولم يغير شيبه ، وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما ، ولم يك للشافعيين بالعراق أريس منه ، ولا أشد ورعا ، وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر.
أخبرني إبراهيم بن السرى الزجاج : إنه كان يجرى عليه أربعة دراهم في الشهر ، وكان لا يسأل أحدا شيئا ، وأخبرني محمّد بن موسى بن حمّاد أنه أخبره : أنه تقوت في بضعة [عشر (١)] يوما أراه قال سبعة عشر [يوما (٢)] : خمس حبات أو قال ثلاث حبات. قال : قلت : وكيف عملت؟ فقال : لم يكن عندي غيرها ، فاشتريت بها لفتا وكنت آكل كل يوم واحدة.
حدّث عن العبّاس بن أبي طالب ، والسرى بن عاصم ، ومحمّد بن سنان القزاز. روى عنه عبيد الله بن أحمد بن البواب المقرئ ، وأبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، وغيرهما.
أخبرنا أبو سعد المالينى قراءة قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن يعقوب القرشي قال نبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن نصر العطّار البغداديّ (٣) قال نبأنا محمّد بن سنان القزاز البصريّ قال نبأنا مردويه بن يزيد عن الحسن بن أبي الحسن أنه أخبرهم عن أبي العالية البراء عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من اتخذ قوسا في بيته نفى الله عنه الفقر أربعين سنة (٤)».
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) ٣٠٨ ـ «البغدادي» أضفناها من سند الرواية التالية.
(٤) انظر الحديث في : كنز العمال ١٠٨٦٤.