أخبرنا على بن محمّد بن الحسين الدّقّاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن أبي العبّاس بن سعيد قال حدّثني محمّد بن عثمان الأموى قال سمعت القاسم بن محمّد يقول : مات أبي سنة اثنتين وثمانين ـ يعنى ومائة ـ وهو ابن سبع وسبعين.
كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين ، وتوفى ببغداد في خلافة الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة ، وكان الرشيد إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقة ، فصلى على محمّد بن إبراهيم : محمّد بن هارون الأمين وهو ولى العهد ، ودفن في المقبرة المعروفة بالعبّاسية بباب الميدان.
ذكر ذلك إسماعيل بن على الخطبي فيما أنبأنى إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه. ولمحمّد بن إبراهيم عقب ببغداد ، وقد روى العلم عن جعفر بن محمّد بن على ، وعبد الصّمد بن على ، وابن أبي ليلى ، وعن عمه أبي جعفر المنصور أيضا.
حدّثني عبد العزيز بن على الورّاق لفظا قال أنبأنا أبو موسى هارون بن عيسى بن المطّلب بن إبراهيم بن عبد العزيز الخطيب الهاشمي قال نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم الإمام الهاشمي قال نبأنا أبي قال نبأنا جدي محمّد بن إبراهيم الإمام ـ وكان يجلس لولده وولد ولده في كل يوم خميس يعظهم ويحدثهم ـ قال : أرسل إلىّ أمير المؤمنين المنصور بكرة واستعجلنى الرسول ، فظننت ذلك لأمر حادث ، فركبت إذ سمعت وقع الحافر فقلت للغلام : انظر من هذا؟ قال : أخوك عبد الوهّاب ، فرفقت في السير فلحقني فسلم علىّ فقال : أتاك رسول هذا؟ فقلت : نعم فهل أتاك؟ قال نعم فقلت فيم ذاك ترى؟ قال تجده اشتهى خلا وزيتا يريد (٢) الغداء فأحب أن نأكل معه. فقلت : ما أرى ذلك وما أظن هذا إلا لأمر ، قال فانتهينا إليه فدخلنا ؛ فإذا الرّبيع واقف عند الستر ؛ فإذا المهدي ولى العهد هو في الدهليز جالس ، وإذا عبد الصّمد بن على ، وداود بن على ، وإسماعيل بن على ، وسليمان ابن على ، وجعفر بن محمّد بن على بن الحسين ، وعبد الله بن حسن بن حسن ، والعبّاس بن محمّد. فقال الرّبيع : اجلسوا مع بنى عمكم. قال : [فدخلنا (٣)] فجلسنا ثم
__________________
(١) ٣٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٠٨. والبداية والنهاية ١٠ / ١٨٦.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.