وإسحاق بن إبراهيم الدّبري ، وعبد الرّحمن بن جابر الكلاعي الحمصي ، وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر. روى عنه : أبو بكر بن شاذان ، ومحمّد بن إسحاق القطيعي ، وأبو حفص بن شاهين ، وغيرهم.
وكان قد تخيّر لنفسه حروفا من شواذّ القراءات تخالف الإجماع ، فقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباريّ وغيره كتبا في الرد عليه.
أخبرني إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه قال أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي في كتاب التاريخ. قال : واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف ، مما يروي عن عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان. ويتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش ، وأنكره الناس. فوجه السلطان فقبض عليه يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وحمل إلى دار الوزير محمّد بن على ـ يعني ابن مقلة ـ وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره ـ يعني الوزير ـ بحضرتهم ، فأقام على ما ذكر عنه ونصره ، واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه ، أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه ، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس ، وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع. فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين (١) وضربه بالدرة على قفاه ، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر ، واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه ، وأعيدت عليه ثيابه واستتيب ، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة.
حدّثني القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ قال قال لي أبو الفرج الشنبوذي وغيره : مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
[قال المؤلف : قال (٢)] لي غير أبي العلاء : إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر.
سمع المعافى بن سليمان ، وخلف بن هشام البزّار ، ومحمّد بن حسّان السمتي ،
__________________
(١) هكذا في الأصل ، وفي القاموس : الهنيزة ، الأذية.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) ١٢٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٤٧. وتاريخ أصبهان ٢ / ٢٢٧. وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٨.