الحسن بن رشيق نا أحمد بن محمّد بن حكيم الصدفي قال سمعت الحسن بن عرفة يقول : من لم يوثقه أهل بغداد فقد سقط ، هم جهابذة العلم.
قال الشيخ : وأهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة والتثبت في أخذ الحديث وآدابه وشدة الورع في روايته ، اشتهر ذلك عنهم وعرفوا به ؛ حتى قال إسماعيل بن عليّة فيما :
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن حسنويه الأصبهانيّ بها قال نبأنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الحافظ قال حدّثني عبد الله بن محمّد بن سعيد بن زياد قال نبأنا زياد بن أيّوب. قال سمعت ابن عليّة يقول : ما رأيت أحسن رغبة في طلب الحديث من أهل بغداد؟
وقال ابن عيينة : فيما أخبرنا أبو سعيد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الحافظ قال نبأنا محمّد بن سعيد الحراني قال نبأنا محمّد بن على بن ميمون قال سمعت أبي يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : شبان البغداديّين أورع ، أو خير من شبان من البصرة والكوفة.
وهذا قاله سفيان مع صحة رواية البصريّين ، الذين ما زالوا بالتحفظ والورع معروفين ، وأما أهل الكوفة وأهل خراسان أيضا ، فلهم من الأحاديث الموضوعة والأسانيد المصنوعة نسخ كثيرة. وقلّ ما يوجد بحمد الله في محدثي البغداديّين ما يوجد في غيرهم من الاشتهار بوضع الحديث والكذب في الرواية ، اختصاصا لهم وتوفيقا من الله الكريم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
***
باب المحفوظ من مناقب بغداد وفضلها
وذكر المأثور من محاسن أخلاق أهلها
قال أخبرنا (١) أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه وأبو محمّد الحسن بن على بن الجوهريّ. قالا : نا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال نا أبو بكر الصولي قال أخبرنا سيدنا الشريف الأجل السيد الخطيب مستخص الدولة ونسيبها ذو الشرفين أبو القاسم على بن الشريف القاضي مستخص الدولة وعمادها ذي الشرفين أبي الحسين
__________________
(١) «أخبرنا سيدنا الشريف الأجل .....» «.... من كتابه ونحن نسمع» وضعت في المطبوعة في هامش الكتاب.