ابن منيع في المذاكرة. قال : قد عرفت أبا الفتح هذا هو طبل لا يدري ما يخرج من رأسه. قلت : أبو بكر الإسماعيلي ترضاه؟ قال : إمام. قلت : قد حدّث بهذا الحديث عن الصّوفيّ. فسكت أبو على.
قال الشيخ أبو بكر : أما أبو الفتح فلم يبلغني عن حاله إلا خير. وحديث الصّوفيّ هذا مشهور رواه عنه جماعة ونحن نورده في موضعه إن شاء الله.
قال : أبو الفتح محمّد بن أبي الفوارس : توفى أبو الفتح بن أبي الطّيّب بن أبي القاسم ابن بنت منيع يوم السبت لاثنتي عشرة بقين من المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
سمع : أبا شعيب الحراني ؛ ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمّد بن عبدوس بن كامل السّرّاج ، وأحمد بن يحيى ثعلبا ؛ وموسى بن هارون الحافظ ، وجماعة من طبقتهم. وولى القضاء بمدينة المنصور بالشرقية ؛ وحدّث ببغداد شيئا يسيرا ؛ ونزل مصر وحدّث بها فأكثر ؛ وكتب عنه عامة أهلها ؛ وسمع منه أبو الحسن الدّارقطنيّ ؛ وعبد الغني بن سعيد الحافظان ؛ وكان ثقة. وآخر من حدّث عنه أبو الحسن محمّد ابن الحسين المعروف بابن الطفال المصري.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد قال : أنبأنا إسماعيل بن على الخطبي قال صرف الحسين بن عمر بن محمّد القاضي عن قضاء مدينة المنصور ؛ وولى مكانه أبو طاهر محمّد بن عبد الله بن نصر بن بجير. وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمّد ؛ وله تقدم عنده وخاصية به ؛ ثم ولاه القضاء بواسط ؛ وأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفى عمر بن محمّد وهو على ذلك ؛ وأقام بعده مدة على [ولايته (٢)] ثم عزله بحكم عند دخوله إلى واسط ونكبه ؛ وصار إلى بغداد فأقام في منزله ثم ولى قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها ؛ وكان حسن السيرة جميل الأمر.
وأخبرنا على بن المحسن القاضي قال : أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال :
__________________
(١) ١٩٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٧.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.