حدّثنا القاضي أبو الحسن على بن محمّد بن حبيب الشّافعيّ البصريّ قال أنشد أبو محمّد البافي قول الشّاعر :
دخلنا كارهين لها فلما |
|
ألفناها خرجنا مكرهينا |
فقال : يوشك أن يكون هذا في بغداد ، وأنشد لنفسه في معنى ذلك وضمنه البيت :
على بغداد معدن كل طيب |
|
ومغنى نزهة المتنزهينا |
سلام كلما جرحت بلحظ |
|
عيون المشتهين المشتهينا |
دخلنا كارهين لها فلما |
|
ألفناها خرجنا مكرهينا |
وما حب الديار بنا ولكن |
|
أمر العيش فرقة من هوينا |
وحدّثنا على بن محمّد بن حبيب قال : كتب إليّ أخي من بغداد وأنا بالبصرة شعرا يتشوقني فيه يقول :
ولو لا وجد مشتاق |
|
يقاسي فيكم جهدا |
وما بالقلب من نار |
|
إذا ما ذكركم جدّا |
لقلنا قول مشتاق |
|
إلى البصرة قد جدّا |
شربنا ماء بغداد |
|
فأنساناكم جدا |
ولكن ذكركم أضحى |
|
على الأيام مشتدا |
فلا ننسى لكم ذكرا |
|
ولا نطوي لكم عهدا |
قال : وكتب إليّ أخي أيضا من البصرة وأنا ببغداد :
طيب الهواء ببغداد يشوقني |
|
قدما إليها وإن عاقت معاذير |
فكيف صبري عنها الآن إذ جمعت |
|
طيب الهواءين ممدود ومقصور (٤) |
***
ذكر نهري بغداد دجلة والفرات وما جعل الله فيهما
من المنافع والبركات
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازيّ قال أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد العطّار قال قرأت على العبّاس بن يزيد البحراني قلت حدّثكم مروان بن معاوية عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «نهران من الجنة النيل والفرات» (٢).
__________________
(١) انظر الأبيات في : المنتظم ٨ / ٨٥.
(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٥٣٣٨.