أو ثلاثا لم يعطهم شيئا. فقال : ما هذا؟ فقالوا : نريد أن تكتب إلى معاوية ، فقال : ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة يكتب إليه رجل منا ، فإن كانت كائنة برجل منكم فهو خير من أن تقع بكم جميعا ، وتقع أسماؤكم عنده. فقالوا : فمن ذاك الذي يبذل نفسه لنا؟ قال : أنا. قالوا : فشأنك ، فكتب إليه وبدأ بنفسه فذكر أشياء منها : نصرة النبي صلىاللهعليهوسلم وغير ذلك. وقال : حبست حقوقنا ، واعتديت علينا وظلمتنا ، وما لنا إليك ذنب إلا نصرتنا للنبي صلىاللهعليهوسلم. فلما قدم كتابه على معاوية دفعه إلى يزيد فقرأه ثم قال له : ما الرأي؟ فقال : تبعث فتصلبه على بابه ، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم. فقالوا : تبعث إليه حتى تقدم به هاهنا ، وتقفه لشيعتك ولأشراف الناس حتى يروه ، ثم تصلبه. فقال : هل عندكم غير هذا؟ قالوا : لا. فكتب إليه : قد فهمت كتابك ، وما ذكرت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي وما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك ، فأنظرني ثلاثا ، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه ، وصبحهم العطاء في اليوم الرابع.
قال ابن القداح : حدّثني بهذا الحديث كله محمّد بن صالح بن دينار مرسلا. وحدّثني به ابنه صالح بن محمّد قال : سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدث بهذا الحديث. ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ، ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف درهم ، فوضعها في منزله وتركها وخرج.
غزا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خمس عشرة غزوة ، ونزل الكوفة بعده ، وكان رسول على ابن أبي طالب إلى الخوارج [بالنهروان (٢)] يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة.
__________________
(١) ١٦ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٤ / ٣٦٤ ، ٦ / ١٧. وتاريخ ابن معين رواية الدوري ٢ / ٥٥. وتاريخ خليفة ١٣٢ ، ١٥٧ ، ٢٦٨ ، والطبقات له ٨٠ ، ١٣٥ ، ١٩٠. والعلل لأحمد ٣ ، ١ ، ٢٩٣ ، ٤٠٩.والتاريخ الكير ٢ / ١ / ١١٧. والصغير ١٦ ، ٨٤. وتاريخ أبي زرعة ١٦٤ ، ٦٣٣ ، ٦٤٥. وتاريخ واسط ١٠٣ ، ١١٥ ، ١٥٥ ، ٢٧٥ ، ٢٧٦. وتاريخ أبي زرعة ورقة ٦. والجرح ١ / ١ / ٣٩٩.وثقات ابن حبان ٣ / ٢٦. ومشاهير الأمصار ٤٤. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١٤. والاستيعاب ١ / ١٥٥ ـ ١٥٧. والجمع ١ / ٦١. وأسد الغابة ١ / ١٧١ ـ ١٧٢. وتذهيب التهذيب ١ / ورقة ٨٠. والكاشف ١ / ١٥١. وتاريخ الإسلام ٣ / ١٣٩. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٥.وتهذيب الكمال ٦٥٠ (٤ / ٣٥ ـ ٣٧). وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.