الفقيه لتسع بقين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. قال : وكان رجلا صالحا أحد من يفتي في الحلال والحرام والفروج والدماء ، ثقة صدوقا وكان يرمى بالقدر. وقد جالسته الطويل العريض فما سمعت منه في هذا شيئا.
سكن بغداد. وحدّث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب البصريّ ، ومحمّد بن جعفر القتات ، وإبراهيم بن شريك الكوفيين ، وحامد بن شعيب البلخيّ ، وأحمد بن محمّد البرائي ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ. حدّثنا عنه ابنه أحمد ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله الحربي. وروى عنه الدار قطني وكان صدوقا.
وأخبرني أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحربيّ قال نبأنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت إملاء في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة قال أنبأنا الفضل بن الحباب الجمحي قال نبأنا مسلم بن إبراهيم قال نبأنا هشام الدستوائي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه. قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يقرأ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) [التكاثر ١]. قال : ثم قال : «يقول ابن آدم : مالي مالي. وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو تصدقت فأمضيت ، أو لبست فأبليت (٢)».
قال لي عبد الرّحمن بن عبد الله : مات أبو الطّيّب بن الصلت ، في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
حدّث عن أبي حصين محمّد بن الحسين الكوفيّ. روى عنه أحمد بن الفرج بن محمّد بن الحاج.
قدم بغداد وأقام بها مدة يتكلم على الناس بلسان الوعظ ، ويشير إلى طريقة الزهد ،
__________________
(١) ٢٩٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٥٣.
(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٢٤ ، ٢٦. وصحيح مسلم ٢٢٧٣. وسنن النسائي ، كتاب الوصايا باب ١. والمستدرك ٢ / ٥٣٤ ، ٤ / ٣٢٢. وسنن الترمذي ٢٣٤٢ ، ٣٣٥٤.
(٣) ٢٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣١١.