في سنة ثلاث وأربعمائة ، وكتبت عنه إملاء مجلسا واحدا ، ثم انقطعت عنه إلى أول سنة ست. عدت فوجدته قد كف بصره فلازمته إلى آخر عمره.
وسمعته يقول : ولدت في يوم السبت لست خلون من ذي الحجّة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. وقال : وأول حديث سمعته من الصّفّار حديث الحسن بن عرفة عن ابن المبارك عن يونس عن الزّهريّ عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب. قال : إنما كانت الفتيا في الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ، ثم نهى عنها.
قال لنا ابن رزقويه : كتبت هذا الحديث عن الصّفّار بخطي إملاء في يوم الأربعاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. والصّفّار أول من سمعت منه. سمعت الأزهري يذكر أن بعض الوزراء دخل بغداد ففرق مالا كثيرا على أهل العلم وكان ابن رزقويه ممن وجه إليه من ذلك المال فقبلوا كلهم سواه فإنه رده تورعا وظلف نفس. وكان ابن رزقويه : يذكر أنه درّس الفقه وعلق على مذهب الشّافعيّ. وسمعته يقول : والله ما أحب الحياة في الدّنيا لكسب ولا تجارة ولكني أحبها لذكر الله ، ولقراءتي عليكم الحديث. وذكره هبة الله بن الحسن الطّبريّ فوصفه بالإكثار من الحديث.
وسمعت أبا بكر البرقانيّ يسأل عنه فقال : ثقة. وكانت وفاته غداة يوم الاثنين سادس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ودفن من يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الدير بالقرب من معروف الكرخي. وصلى عليه ابنه أبو بكر وحضرت الصلاة عليه.
كان جده سهل يكني أبا الفوارس. ولد أبو الفتح في سحر الأحد لثمان بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. وسمع من أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش ، وأبي بكر الشّافعيّ ، وأبي على بن الصّوّاف ، وأحمد بن يوسف بن خلاد ، ومن في طبقتهم. وبعدهم.
وسافر في طلب الحديث إلى البصرة وبلد فارس وخراسان ، وكتب الكثير وجمع ،
__________________
(١) ٢٧٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٩.