أخبرنا أبو القاسم على بن محمّد بن على بن يعقوب الإياديّ قال أنبأنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال نا الحارث بن محمّد قال نا سعيد بن شرحبيل عن ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال قال كعب : «نهر النيل نهر العسل في الجنة ، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة ، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة. قال : فأطفأ الله نورهن ليصيرهن إلى الجنة» (١).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو على عيسى بن محمّد الطوماري قال نا محمّد بن أحمد بن البراء قال نا عبد المنعم بن إدريس قال حدّثني أبي قال : ذكر وهب بن منبه أن في ربض الجنة ترّا (٢) من أنهار الجنة ؛ فهو أصل أنهار الأرض كلها التي أظهرها الله تعالى حيث ما أراد أن يظهرها ، وأن النيل نهر العسل في الجنة ، ودجلة نهر اللبن في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة ، وسيحان وجيحان (٣) نهران بأرض الهند وهما نهرا الماء في الجنة.
أنبأنا على بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمّد بن أحمد بن البراء قال نبأنا الفضل بن غانم قال نبأنا الهيثم بن عدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : «أوحى الله تعالى إلى دانيال الأكبر : أن فجر لعبادي نهرين ، واجعل مفيضهما البحر ، فقد أمرت الأرض أن تطيعك». قال : فأخذ قناة أو قصبة فجعل يخدها في الأرض ويتبعه الماء ، فإذا مر بأرض شيخ كبير أو يتيم ناشده الله فيحيد عن أرضه ، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ مولى بني هاشم قال نبأنا أبو على إسماعيل بن محمّد الصّفّار إملاء قال حدّثني أبو بكر محمّد بن إدريس الشعراني قال نا موسى بن إبراهيم الأنصاريّ عن إسماعيل بن جعفر المدني عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال : أوحى الله تعالى إلى دانيال : «أن احفر لي سيبين نهرين بالعراق». قال دانيال : إلهي بأي مكاتل؟ وبأي مساحي؟ وبأي رجال؟ وبأي قوة؟
__________________
(١) انظر الحديث في : المطالب العالية ٤٦٨٩.
(٢) التر : الأصل.
(٣) سيحان ، أو سيحون : نهر يحيط بأرض كوش وهو نهر أذنة من الثغر الشامي ، ويصب في البحر الرومي ، ومخرجه من نحو ثلاثة أيام من ملطية ، ويجري في بلاد الروم وليس للمسلمين عليه إلا مدينة أذنة بين طرطوس والمصيصة. أما جيحان ، أو جيحون : نهر عظيم مخرجه من بلاد الروم من عيون تعرف بعيون جيحان على ثلاثة أيام من مدينة مرعش ، ويخرج إلى البحر الرومي وهو بحر الشام. (انظر : الروض المعطار للحميري ص ٣٣٣ ، ١٨٥).