آوصاف الأسواق المزينة :
جملة الدكاكين الموجودة فى داخل مدينة مكة المكرمة ألف وثلاثمائة دكانا .. وكما سبق وأن ذكرنا فقد تزينت كلها بمناسبة اجلاس الشريف بركات. كما تزينت كل الأسواق السلطانية ـ «الرئيسية» لهذه المناسبة. وما زالت أماكن هذه الأسواق تكون عامرة فى مواسم الحج ، فكل ما يخطر على البال ، أو يأتى إلي العقل تجده فى هذه الأسواق ، فمن المجوهرات الثمينة ، والأحجار الكريمة ، والسجاد الحريرى ، والأقمشة الفاخرة التى تأتي من اقاليم الدنيا السبعة تجدها هنا معروضة للبيع ، والشراء.
السمة العامة فى الأسواق أن البائع والمشترى يضعون أيديهم فى بعضها البعض ، ويبدأون فى البيع ، والشراء ، والمساومة. ولا يسمعون فردا آخرا بما يتحدثون فيه ..
كما أن هناك فى مكة المكرمة أسواق متخصصة ، فإلى جانب السوق المصرى الذى تباع وتشترى فيه المنتجات المصرية ، والسوق الشامى ، والسوق اليمنى ، والسوق العراقي .. والسوق الهندى .. فإن هناك أسواق مجمعة حسب النوع ؛ فهناك سوق الحبوب التى تأتي من مصر والشام ، واليمن ، وسواكن ، ودهلك ، وزيلع. ولكن هذه الحبوب لا تأتي فى مواسمها. وجميع الأسواق نظيفة ، وطاهرة. وطعامها نظيف ، وجميع أطعمتها. وأشربتها ممدوحة ، وتلبى مختلف الاحتياجات ، والأذواق. كما أن بها بعض الأطعمة الخاصة بآقاليم معينة.
ولما كان سيدنا رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» لديه ميل لآكل الهريسة ، فلهذا تكثر الدكاكين التى تقدم هذا الطعام تبركا به ، واقتداءا بما كان يقوم به عليه الصلاة والسلام. وهذا النوع من الطعام توجد عائلات تتوارث طبخه أبنا عن آب ، وأبا عن جد. وسيد الأطعمة هى الهريسة. والذين يروجون لها يستشهدون بآحاديث شريفة بهذا الصدد. وفعلا فإن هذا الطعام لذيذ ، ومقوي ، وسريع الهضم.
وتمتلئ الأسواق بشتى أنواع الفاكهة ، وإن كان أكثرها رواجا هو البطيخ .. وتأتى جميع الفواكه من الشام ومن مدينة عباس ، وتصل خلال يومين. وبطيخ ، وشمام ، وخوخ مدينة عباس لذيذ ومشهور كما يأتي إلى مكان الأسواق فى مكة الكثير من