مات الإمام الحسن عليهالسلام بالسمّ في المدينة سنة (٤٩) للهجرة (١) ، وصلّى عليه أخوه الإمام الحسين عليهالسلام وقيل إنّ الّذي صلّى عليه هو سعيد بن العاص" أمير المدينة آنذاك" ودفن بالبقيع (٢) مع جدته فاطمة بنت أسد وكان عمره الشريف (٤٦) سنة ، وكانت مدّة خلافته ستّة أشهر وخمسة أيّام ، وقيل سبعة أشهر وأربعة وعشرين يوما ، وقيل سبعة أشهر وسبعة أيّام ، وقيل مات سنة (٥٠) للهجرة.
ولمّا سمع معاوية بن أبي سفيان بموت الإمام الحسن عليهالسلام فرح كثيرا ، وخرّ ساجدا إلى الأرض ، وسجد من كان معه ابتهاجا بموته. فقال أحد الشعراء (٣) :
أصبح اليوم ابن هند شامتا |
|
ظاهر النخوة إذ مات الحسن |
يا بن هند تذق كأس الردى |
|
تك في الدهر كشيء لم يكن |
لست بالباقي فلا تشمت به |
|
كلّ حيّ للمنايا مرتهن |
وعند ما دفن الإمام الحسن عليهالسلام وقف أخوه" محمّد بن الحنفية" على قبره قائلا : (يا أبا محمّد ، لئن طابت حياتك ، لقد فجع مماتك ، وكيف لا تكون كذلك؟ وأنت خامس أهل الكسا ، وابن محمّد المصطفى ، وابن عليّ المرتضى ، وابن فاطمة الزهرا ، وابن شجرة طوبى ، ثمّ أنشأ يقول (٤) :
أأدهن رأسي أمّ تطيب مجالسي |
|
وخدك معفور وأنت سليب |
أأشرب ماء المزن من غير مائه |
|
وقد ضمن الأحشاء منك لهيب |
__________________
(١) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٣٤ وتاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ٢٢٥ والخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد. ج ١ / ١٤٠ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٣ / ٤٦٠ وابن أبي الحديد ـ شرح نهج البلاغة. ج ٤ / ١٨٧ وابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٢ / ٦٦ وابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٥٦ وراضي آل ياسين ـ صلح الحسن. ص ٣٣.
(٢) البقيع : مقبرة أهل المدينة.
(٣) أبو النداء ـ المختصر في أخبار البشر. ج ١ / ١٨٣.
(٤) المسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٤٢٩.