رسول الله ، فلست أدفعه). (١) ثمّ جاءت معركة (صفّين) (٢) ولو لا رفع المصاحف (وبايعاز من عمرو بن العاص لكان معاوية وجيشه في خبر كان). وقد قال الإمام عليّ عليهالسلام لمعاوية قبل بدء القتال (أبرز لي واعف الفريقين من القتال فأيّنا قتل صاحبه كان له الأمر) (٣). فقال عمرو بن العاص لمعاوية : (لقد أنصفك الرجل). فقال له معاوية : (لعلّك طمعت (٤) فيها يا عمرو).
وقد اشتهر معاوية بن أبي سفيان بالدهاء والحيلة والمكر حتّى قال الإمام عليّ عليهالسلام في ذلك : (والله ما معاوية بأدهى منّي ، ولكنّه يغدر ويفجر ، ولو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ولكن لكلّ غدرة فجرة ، ولكلّ فجرة كفرة ، ولكل كافر لواء يعرف به يوم القيامة ...). (٥)
وعن سعيد بن العاص أنّه قال : (سمعت معاوية يقول : لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني ، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت). قيل له : وكيف يا أمير المؤمنين؟ قال : (كانوا إذا مدّوها جلبتها ، وإذا خلّوها مددتها). (٦)
وبعد مقتل الإمام عليّ عليهالسلام تلكأ معاوية في تولية عمرو بن العاص على مصر فكتب عمرو إلى معاوية قصيدة طويلة نقتطف منها الأبيات
__________________
(١) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٤ / ٣٣٣.
(٢) معركة صفّين : وقد تكلّمنا عنها.
(٣) نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ٦ / ٤٤١. وابن عماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٢١٤. وابن قتيبة ـ الإمامة والسياسة. ج ١ / ١١٠. وتاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ١٨٦.
(٤) طمعت فيها : أي في الخلافة ـ نصر بن مزاحم ـ وقعة صفّين. ج ٦ / ٤٤١.
(٥) محمّد عبدة ـ شرح نهج البلاغة. ج ١ / ٤٤١ ، وتاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ٢٢٥.
(٦) ابن قتيبة ـ عيون الأخبار. ج ١ / ٩ ـ وتاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ٢١٢.