التالية : (١)
معاوية ، الفضل لا تنس لي |
|
وعن منهج الحقّ لا تعدل |
نصرناك من جهلنا ، يابن هند |
|
على السيد الأعظم الأفضل |
وما كان بينكما نسبة |
|
فأين الحسام من المنجل |
وأين الثريا وأين الثرى |
|
وأين معاوية من عليّ |
عندها ولّاه معاوية مصر.
وقيل إن ملك الروم أرسل قارورة (قنينة) إلى معاوية بن أبي سفيان وقال له : (ابعث لي فيها من كلّ شيء) فطلب معاوية من عبد الله بن عباس أن يعلمه بما ذا يملأها؟ ، فقال له ابن عباس (أملأها ماء) (٢) ، فلمّا رأى ملك الروم ذلك قال : (لله أبوه ما أدهاه)!! (٣)
وعند ما آل الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان (بعد الصلح) (٤) فقد أتبع سياسة تختلف من كلّ الوجوه عمّا كانت عليه أيّام الخلافة الراشدة ، حيث كان كتاب الله والسنة النبوية هما اللّذان يسودان المجتمع الإسلاميّ ، فيأخذ كلّ ذي حقّ حقّه ويعطي ما عليه ، وإن تأخّر في واجب كانت عليه (الدرّة) (٥) ، وكان المسلمون لا يتأوّلون القرآن تأوّلا يخرجه عن حقيقته الّتي تدعو الناس إلى التآزر والتحابب.
فكان معاوية وبنو أميّة من بعده أخذوا يتأوّلون القرآن حسب رغباتهم وأهوائهم ، وخير دليل على ذلك ما فعله زياد بن أبيه ، عند ما قتل
__________________
(١) جورج جرداق ـ الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية. ص ٢٦٨.
(٢) اشارة إلى الآية الشريفة : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
(٣) الآبي ـ نثر الدر. ج ١ / ٤١٧.
(٤) بعد الصلح : أي الصلح مع الإمام الحسن ، وقد تكلّمنا عنه في ص ٨٦.
(٥) الدرّة : العصا (درة عمر).