بكاء مرّا ، وقال له قائل : (يا أبا الأعور ، ما يبكيك) فقال : (على الإسلام أبكي ، إنّ موت عمر ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة). (١)
وكان عمر بن الخطاب قد تزوّج من (عاتكة) بنت زيد بن عمر (أخت سعيد) وذلك بعد زواجها الأوّل من عبد الله بن أبي بكر ، وكان عبد الله هذا يحبّها كثيرا ، وقد أعطاها أرضا على أن لا تتزوّج من بعده ، وعند ما تزوّجها عمر بن الخطاب أرسلت (عائشة) إلى (عاتكة) تقول (٢) : (أن ردّي علينا أرضنا).
ثم قالت عائشة : (٣)
آليت لا تنفكّ عيني قريرة |
|
عليك ولا ينفكّ جلدي أصفرا |
وكانت (عائشة) قد قالت عند ما مات أخوها عبد الله (٤)
آليت لا تنفكّ نفسي حزينة |
|
عليك ولا ينفكّ جلدي أغبرا |
وعن عبد الله بن ظالم أنّه قال لما بويع معاوية بن أبي سفيان بالخلافة أمر الخطباء أن يلعنوا عليّ بن أبي طالب على المنابر ، فقال سعيد بن زيد : (ألا ترون إلى هذا الرجل الظالم يأمر بلعن رجل من أهل الجنة) (٥).
وقيل عن زيد بن عمرو (أبو سعيد) كان يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلّى ركعة وسجد سجدتين. وأنشد الضحّاك بن عثمان الجذاميّ لزيد هذه الأبيات (٦) :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له |
|
المزن تحمل عذبا زلالا |
__________________
(١) ابن سعد ـ الطبقات. ج ٣ / ٣١ ، ٣٧٢.
(٢) المصدر السابق ج ٦ / ٢٦٥.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) نفس المصدر اعلاه.
(٥) ابن أبي الحديد ـ شرح نهج البلاغة. ج ١٣ / ٢٢٠.
(٦) الذهبي ـ سيرة أعلام النبلاء. ج ١ / ١٣١.