بسبعين ألف درهم ، وعند اللّيل سمع بكاء آل خالد فسأل عن سبب بكائهم فقيل له : إنّهم يبكون على دارهم الّتي بيعت فأمر عبد الله بردها اليهم مع ثمنها. (١)
وجاء رجل إلى عبد الله بن عامر فقال له : (يا قمر البصرة ، وشمس الحجاز ، وابن ذروة العرب ، وترب بطحاء مكّة ، نزعت بي الحاجة وأكدت بي الآمال إلا بفنائك فامنحني بقدر الطاقة والوسع ، لا بقدر المحتدّ والشرف والهمّة). فأمر له عبد الله بعشرة آلاف ، ثمّ سكت ، فقال الأعرابي : بما ذا؟ تمرة أو رطبة أو بسرة؟. فقيل له : بل دراهم. فصعق الرجل ثمّ قال : (ربّ إنّ ابن عامر يجاودك فهب له ذنبه في مجاودتك). (٢)
وكان عبد الله بن عامر قد أرسل جيشا بقيادة قطن بن عمرو الهلالي ، فصادفهم بالطريق سيل كثير ، فقال قطن لجنوده : (من عبر فله ألف درهم).
فعبروا جميعهم فأعطاهم قطن بما وعدهم فيه وكانت أربعة آلاف ألف درهم ، ولمّا سمع عبد الله بن عامر بذكرها استكثرها ، فكتب إلى عثمان بن عفّان يخبره بذلك ، فأجازها عثمان فقال : (ما كان معونة في سبيل الله فجائزة). ثمّ صارت الجائزة : اسم العطية .. فقال الكنديّ : (٣)
فداء الأكرمين بني هلال |
|
على علاتهم أهلي ومالي |
هم سنّوا الجوائز في معدّ |
|
فصار سنة أخرى الليالي |
رماحهم تزيد على ثمان |
|
وعشرة عند تركيب النصال |
وخرج رجلان من المدينة إلى البصرة ، قاصدان عبد الله بن عامر لطلب المساعدة وكان أحدهما من أولاد عبد الله بن جابر الأنصاريّ
__________________
(١) ابن منقذ ـ لباب الألباب. ص ١٢٧ ـ ١١٩.
(٢) الزمخشري ـ ربيع الأبرار. ج ٣ / ٧٠٢.
(٣) العسكري ـ الأوائل. ص ٢٩٤.