الكراسي من أمراء العرب ، وأوّل من اتخذ العسس والحرس في الإسلام ، وأوّل أمير سارت الرجال بين يديه تحمل الحراب والعمد ، كما كانت تفعل الأعاجم (١).
وقال عنه ابن حزم : (امتنع زياد ، وهو فقعة القاع ، لا عشيرة ولا نسب ولا سابقة ولا قدم ، فما أطاقه معاوية إلا بالمداراة ، وحتى أرضاه وولّاه) (٢).
وقيل جاء الحكم بن الحارث الفهمي (الشاعر) إلى معاوية يشكو من زياد ، فقال (٣) :
وإنّكم قوم ميامين كنتم |
|
وأهل خلود لا يضيق بها سرب |
وإنّ زيادا موعث في أديمكم |
|
وشائمكم والشؤم ليس له نجب |
وتارككم في لعنة بعد مدحكم |
|
وذا الصحاح أن تصافحها الحرب |
والله لا لينهي زيادا وغيه |
|
سوى أن تقول لا زياد ولا حرب |
فقال له معاوية : (قبّح الله رأي زياد ، أما والله فقد أوصيته بك). ثمّ طلب معاوية منه أن يصفح عن إساءة زياد له. وكان زياد بن أبيه (سابقا) كاتبا لعتبة بن غزوان ولعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولعبد الله بن عباس ، ولأبي موسى الأشعري ، ولعبد الله بن عامر ، وقد أثرى زياد بن أبيه عند ما كان كاتبا لعبد الله بن عباس في البصرة ، فقال فيه الشاعر : (٤)
قد أنطقت الدراهم بعد عيي |
|
رجالا طالما كانوا سكوتا |
فما عادوا على جار بخير |
|
ولا رفعوا لمكرمة بيوتا |
__________________
(١) الزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٥٣.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) عبد القادر بدران ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر. ج ٤ / ٣٩٥.
(٤) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٩ / ٧٤.