وقيل إنّ زياد بن أبيه قال لأخيه أبي بكرة (١) : (ألم تر أنّ أمير المؤمنين (٢) يريدني على كذا وكذا ، وقد ولدت على فراش عبيد ، وقد أشبهته ، وقد علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (من ادّعى إلى غير أبيه فليتبوء مقعده من النار) (٣).
وعند ما عزل زياد بن أبيه عن إمارة البصرة ، عزله الخليفة عمر بن الخطاب ، سأله زياد : لم عزلتني يا أمير المؤمنين؟ العجز ، أم خيانة؟! فقال له : (لم أعزلك لأيّ واحدة منهما ، ولكننّي كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس) (٤).
وكان زياد بن أبيه من أصحاب الإمام عليّ عليهالسلام ، وكان عامله على البصرة ، ثمّ انقلب بعد ذلك عليه ، وأصبح ضدّه ، وانحاز إلى جانب معاوية ابن أبي سفيان (٥).
ثم ولّاه معاوية إمارة البصرة سنة (٤٥) للهجرة ، فخطب في أهل البصرة قائلا : (... والله لآخذنّ المقبل بالمدبر ، والمحسن بالمسيء ، والمطيع بالعاصي ، حتّى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : (يا سعد ، أنج ، فإن سعيدا قد قتل) (٦).
وقيل إنّ زياد بن أبيه هو أوّل من عرّف العرفاء ، ورتّب النقباء ، وربّع الأرباع (٧) بالكوفة والبصرة ، وأوّل من جلس الناس بين يديه على
__________________
(١) أبو بكرة : أخو زياد لأمه.
(٢) أمير المؤمنين : معاوية بن أبي سفيان.
(٣) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٤٩٥.
(٤) فاروق مجدلاوي ـ الإدارة الإسلامية في عهد عمر. ص ٣٧٥.
(٥) تاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ١٩٤.
(٦) الكرمي ـ قول على قول. ج ١٠ / ٢٢٠ والزركلي ـ الاعلام. ج ٣ / ٥٣.
(٧) ماسينيون ـ خطط الكوفة. ص ٦٠.