الجسر) هرب الناس وذهب عبد الله الخطميّ وقطع الجسر وقال : (قاتلوا عن أميركم). ثمّ ذهب إلى المدينة وأخبر الخليفة عمر بن الخطاب بذلك. (١)
وشارك ابن مطيع في حربي (صفّين والنهروان) مع الإمام عليّ عليهالسلام.
وبعد هلاك يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بستة أشهر ، ذهب المختار ابن عبيد الثقفيّ إلى الكوفة في النصف من شهر رمضان من سنة (٦٤) للهجرة ووصلها أيضا في الثاني والعشرين من الشهر نفسه عبد الله بن يزيد الخطميّ أميرا على الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير. فأخذ المختار يدعو إلى الثأر من قتلة الحسين عليهالسلام ويقول : (جئتكم من عند المهديّ (محمّد بن الحنفية (٢) وزيرا وأمينا). (٣) فوصل الخبر إلى عبد الله بن يزيد بأن المختار يستعدّ للقيام بثورة ضدّ الوضع الحالي في الكوفة ، فقال عبد الله : (إن هم قاتلونا ، قاتلناهم ، وإن تركونا لم نطلبهم ، إنّ هؤلاء القوم يطالبون بدم الحسين بن عليّ فرحم الله هؤلاء القوم ، إنّهم آمنون فليخرجوا ثائرين وليسيروا إلى من قاتل الحسين ، فقد أقبل اليهم ابن زياد ، وأنا لهم ظهير ، هذا ابن زياد ، قاتل الحسين ، وقاتل أخياركم وأماثلكم قد توجّه اليكم ، وقد فارقوه على ليلة من (جسر منبج) فقتاله والاستعداد إليه أولى من أن تجعلوا بأسكم بينكم ، فيقتل بعضكم بعضا ، فيلقاكم عدوّكم وقد ضعفتم وتلك هي أمنيته ... الخ). (٤)
فلمّا فرغ عبد الله بن يزيد من قوله ، قال إبراهيم بن محمّد بن طلحة : (أيّها الناس لا يفرنّكم من السيف مقالة هذا المداهن ، والله لئن خرج علينا
__________________
(١) الذهبي ـ سيرة أعلام النبلاء. ج ٣ / ١٩٨.
(٢) محمّد بن الحنفية : أحد أولاد الإمام عليّ عليهالسلام من غير فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ١٦٣.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٥ / ٥٦٢.