خارج لنقتلّنه ، ولئن استيقنّا أنّ قوما يريدون الخروج علينا ، لنأخذنّ الوالد بولده ، والمولود بوالده ، والحميم بالحميم ، والعريف بما في عرافته ، حتّى يدينوا للحقّ ويذللوا للطاعة). (١)
ثمّ قام المسيب بن نجيبة (٢) فقطع كلامه وقال : (يا ابن الناكثين أنت
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ١٦٤.
(٢) المسيب بن نجيبة : هو أحد زعماء التوابين ، والتوابون هم : لمّا قتل الإمام الحسين عليهالسلام في (واقعة كربلاء) سنة (٦٠) للهجرة ورجع جيش عبيد الله بن زياد من معسكره في النخيلة إلى الكوفة ، ندم أهل الكوفة وتلاوموا فيما بينهم لعدم نصرة الحسين عليهالسلام وخذلانهم له (بعد أن كتبوا له الرسائل الكثيرة ودعوته للمبايعة) وأنّه لا يغسل العار الّذي لحقهم إلا بقتل من قتله أو الموت دونه فاجتمعوا إلى خمسة أشخاص من زعماء الشيعة في الكوفة ، وهم :
١ ـ سليمان بن صرد الخزاعي. ٢ ـ المسيب بن نجيبة الفزاري. ٣ ـ عبد الله بن سعد بن نفيل الأسديّ.
٤ ـ عبد الله بن وال التميميّ. ٥ ـ رفاعة بن شدّاد البجليّ.
فاجتمع هؤلاء الزعماء الخمسة في دار سليمان بن صرد الخزاعي وتدارسوا الأمر فيما بينهم فاتفقوا على أن يكون رئيسهم هو سليمان بن صرد الخزاعي. عندها أخذ سليمان بن صرد يكاتب جماعته والموالين لآل البيت عليهمالسلام وكتب إلى سعد بن حذيفة بن اليمان في (المدائن) وكتب إلى المثنى بن مخرمة العبدي يدعوهم إلى طلب الثأر بدم الحسين عليهالسلام والتأهب والاستعداد للقتال ، فكان الناس يجيبوه : بأنهم مستعدون للقتال في أي وقت يشاء ، واستمر سليمان بن صرد بالاستعداد وحث الناس للأخذ بثأر الحسين عليهالسلام إلى أن مات يزيد بن معاوية سنة (٦٤) للهجرة وثار أهل الكوفة على عمرو بن حريث (خليفة عبيد الله بن زياد على الكوفة) وطردوه من قصر الإمارة ، وطردوا كافة الأمويين الّذين معه. ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ١٥٨.
أما المختار بن عبيد الثقفيّ فلم يكن في بادئ الأمر يدعو الناس إلى نفسه ذلك لأن الأنظار كانت متجهة نحو سليمان بن صرد (وانتخبوه رئيسا كما بيّنا آنفا). ولكن بعد أن قتل سليمان بن صرد قام المختار بن عبيد بثورته. (وسوف نتكلم عن ثورة المختار في حينها).
وخرج سليمان بن صرد الخزاعي وجماعته من الكوفة قاصدين عبيد الله بن زياد فذهبوا أولا إلى كربلاء (حيث مرقد الحسين عليهالسلام. فلمّا وصلوا إلى القبر الشريف أخذوا يبكون وينوحون وتابوا عنده إلى الله تعالى من خذلانه وعدم نصرته وترك القتال معه وأقاموا حول القبر يوما وليلة وكان من قولهم عند (المرقد الشريف) : اللهم ارحم حسينا ، الشهيد ابن الشهيد ، المهديّ بن المهديّ ، الصديق بن الصديق ، اللهم إنا نشهدك إنا على دينهم وسبيلهم ، وأعداء قاتليهم ، وأولياء محبيهم ، اللهم إنا خذلنا ابن بنت نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم