فأخذ الناس يبايعون المختار ، حتّى كثر أصحابه ، وفي تلك الفترة عزل عبيد الله بن يزيد وابراهيم بن محمّد بن طلحة عن الكوفة سنة (٦٦) للهجرة ، فتنفس المختار الصعداء ، وتخلّص من العهود والمواثيق الّتي كان قد أعطاها لعبد الله بن يزيد الخطميّ ، ثمّ ذهب إلى ابراهيم بن مالك الأشتر ، واقنعه بتولية قيادة الجيش ، عندها ثار المختار بالكوفة سنة (٦٦) (١) للهجرة ، ونادى أصحابه : «يا لثارات الحسين» ثمّ انشد المختار يقول : (٢)
قد علمت بيضاء حسناء الطلل |
|
واضحة الخدين عجزاء الكفل |
اني غداة الروج مقدام بطل |
ثم دارت معركة بين انصار المختار وبين جماعة عبد الله بن مطيع العدويّ ، ثمّ ذهب ابراهيم بن مالك الأشتر إلى قصر الأمارة ، واخرج منه العدويّ ليلا ، لا يعلم به أحد ، واستسلم كلّ من كان في القصر ، ثمّ جاء المختار ، ودخل القصر ، فبايعه الناس ، ثمّ وزع المختار على جميع أصحابه ما بين مائتي درهم الى خمسمائة درهم لكلّ رجل.
وعند ما سمع المختار بمجي جيوش مروان بن الحكم إلى العراق بقيادة عبيد الله بن زياد ، أرسل ابراهيم الأشتر مع سبعة الاف مقاتل ، لمواجهة الجيوش الغازية ، وبعد أن ابتعد ابراهيم عن الكوفة ، أعلن شبث بن ربعيّ وشمر بن ذي الجوشن وجماعة آخرون ثورتهم على المختار ، مما اضطر المختار إلى دعوة ابراهيم الأشتر بالعودة إلى الكوفة حالا ، فعاد ابراهيم إلى الكوفة ، وأخذ بمطاردة المناوئين ، وأستمرت المطاردة أياما ، حتّى تمكنوا من السيطرة على الموقف. (٣)
__________________
(١) محمّد الخضري بك ـ محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية. ج ٢ / ١٣٩.
(٢) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٦ / ١٠٣. وتاريخ الطبري. ج ٦ / ٢٠.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٦ / ١٨٢.